أخبـار

التجارة الإلكترونية «وش السعد» على المصريين

.. و«الدرون» تهدد مستقبل «الديلفري»

أصبحت التجارة الإلكترونية جزءًا من تجربة التسوق لجميع الأشخاص من مختلف الأعمار، فقد تجاوزت مبيعات التجارة الإلكترونية في الولايات المتحدة بالربع الثالث عام 2021 نحو 214 مليار دولار، وشكلت 13% من إجمالي المبيعات هناك.

ففي تقرير نشره موقع “Entrepreneur”، الأمريكي، كشفت الأرقام أن التجارة الإلكترونية أصبحت الآن جزءًا نموذجيًا من تجربة التسوق لجميع الأشخاص من مختلف الأعمار، وأصبح بإمكان المتسوقين تسلم البضائع بنقرة زر من دون الحاجة إلى مغادرة منازلهم.

في حين تستهدف الإمارات نمو حجم مبيعات التجارة الإلكترونية في العام الحالي نحو 27 مليار دولار عبر تطوير منصة التجارة الإلكترونية عبر الحدود.

قال الرئيس التنفيذي لشركة “ماستركارد”، مايكل ميباتش: ” إن سنوات التسارع الرقمي قد تقلصت إلى أشهر بفضل جائحة كوفيد-19، ومن أجل مواكبة مستجدات السوق الرقمي التنافسي، سيتعين على رواد الأعمال اليوم الحرص على البقاء على اطلاع دائم على الاتجاهات السائدة”.

التجارة الإلكترونية قربت وجهات النظر بين الشركات والعملاء

وأكد بهاء فاروق، مدير عام المبيعات في مصر والسودان لشركة يونيليفر، أن التجارة الإلكترونية بدأت في تقريب وجهات النظر بين الشركات والعملاء من خلال تدشين حلول وخدمات تستهدف إرضاء العميل.

أضاف أنه يعتبر قطاع الإلكترونيات من أكبر السلع والمنتجات التي تنمو بصورة ملحوظة عبر منصات التجارة الإلكترونية، والتجارة الإلكترونية بدأت تقربنا أكثر من المستهلكين.

بينما تحدث محمد مصطفى المدير الإقليمي لشركة GSK، عن المصطلحات الجديدة التي بدأ المصريون يسمعون عنها، ولا أحد يعرف ما يخفيه المستقبل للتجارة الإلكترونية. وأضاف أن العالم الإلكتروني يتطور بوتيرة سريعة، حيث يتم ابتكار أشياء جديدة طوال الوقت، بما في ذلك metaverse والمحافظ والعملات الرقمية، كما أن شركة Nike بدأت بالفعل في بيع الأحذية الرقمية سيرتديها الناس في العالم الرقمي.

البيع على مواقع التواصل الاجتماعي

تُظهر الدراسات أن المتسوقين من المرجح أن يجروا عمليات الشراء إلكترونيًا -بناء على التوصيات التي يقدمها أصدقاؤهم بشأن موقع معين- أكثر من أي وسيلة أخرى؛ وهذا ما يفسّر تدفق الأموال خلال العقد الماضي إلى مجال البيع الاجتماعي.

وأصبح الاستخدام المتزايد لمنصات التواصل الاجتماعي على الهواتف الذكية ومشاركتها في مبيعات التجزئة أسهم في بروز البيع الاجتماعي، وأي شخص يرغب في تحسين مبيعاته عبر الإنترنت ينبغي عليه الاستفادة من الاتجاهات الحديثة.

مصريات يتربحن من البيع عبر الإنترنت

لم ينعزل المجتمع المصري عن التغييرات في حركة التجارة وأدواتها، وكان للمصريات كلمة أخرى حيث نشطت سيدات وفتيات، في عمل صفحات على مواقع التواصل وخاصة الفيس بوك لبيع منتجات مختلفة منها ملابس للنساء والأطفال، أو بعض الأكلات المصرية “أكل بيتي”، لنساء أخريات لربما منعهن عملهن من القيام بأعمالهم المنزلية.

إحدى هؤلاء تحدثت عن بداية عملها في التجارة الإلكترونية أو البيع عبر الإنترنت، فتقول سحر سلامة، وهى ربة منزل ولديها 3 أطفال، أن البداية كانت من متابعة صفحات الفيس المختلفة ولساعات طويلة على مدار اليوم، فخطر في بالي إنشاء صفحة لبيع الملابس الحريمي، حيث أقوم بالذهاب إلى تجار الجملة بمنطقة وسط البلد وتصوير البضائع لديهم، وتصنيف المقاسات والأسعار، ثم عرضها على صفحتى للراغبين في الشراء، وبعد تجميع طلبات الشراء على موديل معين، أقوم بشرائه من التاجر بسعر الجملة، فأنا عرفت نفسى لهم أنى وسيط أو سمسار لتجار تجزئة، وتضيف سحر اعتمدت على ردود المشترين في عمل سمعة جيدة للمنتجات التي أقوم ببيعها، مع نشر بعض الفيديوهات للمنتجات الجديدة، وساعدت فترة التوقف بسبب كورونا على رواج كبير للصفحة، وانضم عدد من جيراني وأصدقائي، بصفحات مماثلة لبيع منتجات غذائية أو بعض الأعمال اليدوية.

“البيع عبر النت بلغة بسيطة” قالت مريم محمود، أنها مجرد ما بدأت في عرض بعض المشغولات اليدوية والتي تقوم بصنعتها في المنزل للبيع عبر النت عن طريق صفحة الفيس بوك لم تكن تتوقع مردود حركة البيع، وتقول أنها كانت تقتصر في بيع منتجاتها على الجيران والأصدقاء، بشكل محدود لكن البيع عبر الإنترنت كان له آثر كبير في توسعة نشاطها وخروجها لدوائر آخرى.

رواج منصات التجارة الإلكترونية بسبب كورونا

ساعدت جائحة كورونا بلاشك في التسريع بالتحول الرقمي في مصر والاتجاه نحو تطبيق منظومة الدفع الإلكترونية وتقليل الاعتماد على الكاش، فمع انتشار الوباء أدى إلى إيجاد طرق مختلفة لتقديم خدمات مصرفية جديدة سواء كانت خدمة مالية أو غير مالية، مثل التجارة الإلكترونية، وأصبحت التجارة الإلكترونية هي الأكثر أهمية في مصر خلال فترة COVID-19 حيث نمت خلال العامين من 2019 – 2021 لأكثر من 300% وشجعت كورونا الأفراد على تغيير سلوك الشراء.

و خلال جائحة كورونا اتجه عدد من البنوك المصرية لابتكار طرق مبتكرة وجديدة لتقليل تواجد العملاء في الفروع والبحث عن طرق بديلة للعميل لتلبية متطلباته من خدمات بنكية سواء مالية أو غير مالية لذلك فإن التجارة الإلكترونية كانت أكبر القطاعات استفادة من انتشار فيروس كورونا.

وأكد محمد جميل، رئيس المبيعات والقنوات البديلة بالبنك الأهلي المصري، أن التكنولوجيا ماهي إلا أداة لمساعدة البيزنس وتحقيق أهدافه المرجوة خاصة وأن التجارة الإلكترونية ستساعد في تذليل العقبات التي تواجه المصدرين المصريين لتصدير منتجاتهم للخارج وهذا ما يعكف على أدائه البنك الأهلي المصري في تذليل الصعاب التي تواجه المصدرين من خلال تسهيل أعمالهم وابتكار أفكار جديدة تعمل على زيادة معدلات الصادرات المصرية والبنوك ستساعد في إطار الشمول المالي من تبسيط إجراءات فتح الحساب أو توفير نقاط البيع الإلكترونية POS.

وشدد محمد شوقي، رئيس قسم الدفع الرقمي لشركة بنوك مصر EBC، على الدور الإيجابي الذي لعبته كورونا والتي ساعدت في التحول الرقمي وفاقت أرقام ومعدلات النمو التوقعات خاصة وأن مصر تتمتع ببنية تحتية قوية علاوة على الإجراءات التي اتبعتها المصارف في مصر لتذليل الصعاب أمام العملاء، وقال شوقي: ” أن شركة جوميا تأتي في طليعة الشركات التي تدعم منظومة التحول الرقمي والمدفوعات الرقمية، متوقعًا زيادة حجم الرقمنة وأن يصبح الهاتف المحمول هو الأداة والوسيلة الرئيسية للأفراد لإنهاء المعاملات المالية دون الحاجة إلى الاعتماد على الطرق التقليدية القديمة.

أضاف أن هناك طفرة حقيقية قد تحققت خلال الفترة الماضية في مجال التكنولوجيا المالية، فعلى سبيل المثال، لدينا 54 مليون بطاقة في مصر و 28 مليون محفظة رقمية. ولدينا خطة واضحة للوصول إلى المجتمع غير المتعاملين مع البنوك”.

وتوقع عمر عبد الهادي، رئيس قطاع النمو في ValU، انتشار التجارة الإلكترونية في مصر خلال السنوات القليلة المقبلة مع زيادة الوعي بأهميتها سواء من جانب الحكومة أو من جانب شركات القطاع الخاص، مشيرا أنه مع قيام العملاء بتجربة الشراء عبر المنصات الرقمية يزيد من الثقة في الاعتماد عليها ويشجع الأفراد على الاستمرار في إتمام عملياتهم مما يساعد على تقليل الاعتماد على الكاش وبالتالي التحول لمجتمع لا نقدي.

عمر الصاحي- مدير عام أمازون في مصر

وقال المدير العام لشركة أمازون في مصر عمر الصاحي: “سعت أمازون منذ انطلاق أعمالها في مصر سبتمبر الماضي إلى تعزيز جهودها وتوسيع نطاق عملياتها من خلال طرح أفضل المنتجات ومئات آلاف العلامات التجارية المحلية والعالمية. إلى جانب تقديم خدمات توصيل سريعة وآمنة وموثوقة”. وأكد الصاحي، حرصنا على تطبيق أحدث الابتكارات والتكنولوجيا الحديثة لتقديم خدمات فريدة تلبي احتياجات ومتطلبات جميع عملائنا بسرعة وفعالية عالية”.

الميتافيرس سيغير المواقع الإلكترونية لمبيعات التجزئة من وضعها الراهن كصفحات ويب

الميتافيرس والتجارة الإلكترونية

سيغير الميتافيرس المواقع الإلكترونية لمبيعات التجزئة من وضعها الراهن كصفحات ويب إلى مراكز تسوق افتراضية ثلاثية الأبعاد، فعند عبورك بوابة أحد هذه المراكز بصورتك الفعلية أو الرمزية (أفاتار) التي تختارها، يستقبلك موظف المبيعات، ويرشدك إلى جناح السلع التي ترغب في شرائها، ويوصي لك بالسلعة المناسبة إذا طلبت نصحه.

ولا يقتصر الأمر على شراء سلع مادية يجب تسليمها لك في العالم الواقعي، بل يمكنك شراء برامج وأفلام، وصور رقمية أصيلة محمية بتقنية الرموز غير القابلة للاستبدال (NFT) يتم تسليمها لك عبر الإنترنت. ويتيح لك المتجر الإلكتروني اختيار طريقة الدفع بالبطاقات المصرفية وربما بإحدى العملات المشفرة.

بشتغل “طيار”.. ” الديلفري” في مصر مهنة بلا ضمانات

يضطلع عاملو التوصيل “الديلفري”، بدور شديد الأهمية في تشكيل تجربة العملاء وضمان نجاح عمليات التسليم، ويُطلق عليهم في مصر مسمى “الطيار” من غير المعروف كيف نشأ اسم هذه المهنة التي تسمى عادة خارج مصر أيضا “مندوب توصيل” ويرجح عاملون بالمهنة أن “الطيار” ربما جاءت من استخدام المصريين لكلمة “يطير” تعبيرًا عن السرعة في الذهاب والوصول.

دور ساعي البريد توصيل الرسالة لأصحابها

وقد يكون أقرب عمل لبداية مهنة عامل التوصيل “الديلفري”، هو ساعي البريد “البوسطجي”، والذى تطورت مهامه بشكل كبير في الآونة الأخيرة سواء من ناحية المهام التي يقوم بها أو الأدوات التي يستخدمها في الماضي كانت وظيفة ساعي البريد هي توصيل الرسائل والخطابات المسجلة، أضيفت لها لاحقًا خدمة الطرود البريدية، والتي بدأت بتسليم شرائط الكاسيت والفيديو من شخص خارج الوطن لأسرته، ومع دخول التجارة الإلكترونية إلي مصر والمنطقة العربية أصبحت طرق توصيل خدمات البريد المصري للمنازل، طبقًا لما هو منشور على الموقع الإلكتروني لـ”هيئة البريد المصري”، خدمة التوصيل للمنازل، منها ما هو مجانى مثل توصيل المعاشات وبعضها مدفوع الأجر مثل توصيل الحوالات.

مطلوب “طيارين”

عنوان لأكثر إعلانات التوظيف تكرارًا على مواقع التواصل الاجتماعي والتوظيف لطلب طيارين للعمل في عدد من الأنشطة بمصر، فمهنة “طيار” الواردة بهذه الإعلانات توضحها التفاصيل حينما يعقبها لفظ “ديلفري ” أي سائق دراجة بخارية لتوصيل الطلبات للمنازل.

وانتعش الطلب على هذه المهنة بالتزامن مع الإجراءات الحكومية لمنع تفشى وباء كورونا، واعتماد كثير من المصريين في طلب احتياجاتهم على شركات توصيل الطلبات للمنازل، وهذه بدورها طلبت المزيد من “الطيارين”.

ونما سوق خدمات التوصيل في البلاد بشكل سريع، ويتراوح حجمه بين 1.25 مليون و1.45 مليون طلب يوميًا من المتاجر التقليدية والمنصات الإلكترونية، تستحوذ طلبات الطعام على 60% منها، بحسب تقديرات شركات عاملة بمجال التوصيل.

وقد توسع الطلب على المهنة لتشمل “الطيارين” بالدراجات الهوائية، بعد البخارية.

“الطيارون” يتحدثون

حينما طرق “إياد” على باب إحدى الشقق حاملاً في يديه المختبئتين في قفازين جلديين عبوات أدوية أطفال، ويتلفع بكوفية وطاقية من الصوف، كانت الساعة تشير إلى الثانية صباحاً، في درجة 11 حرارة مئوية، ذات ليلة ممطرة، أحالت الشوارع لطبقات من الطين، وقد تلطخت به قدماه، وقال لصاحب الطلب بشفاه ترتعد من البرد إنه يعتذر عن التأخر بسبب كثرة وضغط طلبات التوصيل الليلة.

ويقول “أعمل بنظام محاسبة بالساعة مقابل 15 جنيها إضافة إلى عمولة على كل توصيل، فضلا عما يمكن أن يجود به صاحب الطلب من بقشيش، أو بقية المبلغ المدفوع للطلب.

وتابع: “كان بإمكاني التعطل في مثل هذه الظروف، كما كنت أفعل حينما كنت أعمل لصالح أحد المطاعم، لكنني ـمنذ عملت في سلسلة صيدليات شهيرةـ أضع نفسي مكان محتاج لدواء الذي لا يمكنه النزول لشرائه بنفسه، لذلك أقوم بها اكتسابا واحتسابا (عند الله تعالى) في الوقت نفسه”.

أما حازم، الذي تنقل بين عدة أنشطة بدراجته البخارية، لتوصيل طلبات تتنوع ما بين الوجبات الجاهزة، والبضائع المبيعة عبر الإنترنت، والأدوية، فشرح أن العوائد متقاربة بين معظم الأنشطة، حيث تتوازن الكفة بين كل نشاط حسب كثافة الطلب عليه. وما يقل الطلب عليه، يكون الاتفاق مع صاحب النشاط على راتب بجانب عمولة التوصيل مما يعوض نقص العائد.

وبحسب المتحدث، يتراوح مبلغ توصيل كل طلب في البضائع المبيعة عبر الإنترنت ما بين 8 و10 جنيهات، إضافة إلى دوام اختياري لا يقل عن 6 ساعات، وفي معظم الأحوال يتلقى “الطيار” قيمة عمولاته أسبوعياً.

نظام العمل

ومع ازدياد الطلب على مهنة “الطيارين الجدد” هناك من يغريهم بمبلغ ترحيبي يصل إلى 200 جنيه.

وبحسب عدة مقابلات مع “طيارين” يمكن استخلاص التفاوت بين الدخول حسب المهمة، وحسب طبيعة المواد المطلوب توصيلها، فالمواد الغذائية والوجبات تختلف عن البضائع المبيعة عبر الإنترنت، وتلك تختلف بدورها عن الأدوية.

ويعمل “طيارون” في بعض الأنشطة لدوام يصل 10 ساعات مقابل 180 جنيها في اليوم، بغض النظر عن عدد الطلبات التي قام بتوصيلها.

وتشترط بعض الأعمال تنفيذ عدد معين من عمليات التوصيل يصل إلى 200 عملية شهريا، لترتفع عمولة التوصيل إلى 16 جنيها مقابل العملية الواحدة.

وهناك من يمزج بين عدة أنظمة، فيمنح مرتباً ثابتا إلى جانب عمولة لعامل التوصيل، وكل نظام له المقابل المناسب.

وبحسب “طيارين” آخرين تحقق هذه المهنة الحرية لصاحبها، فهو مع الإقبال عليه من قبل شركات التوصيل، وامتلاكه أداة عمله وهي الدراجة الهوائية أو البخارية، يكون في موضع قوة، إذ يمكنه التفاوض والاختيار بين بدائل عدة يختار أنسبها لظروفه.

مخاطر المهنة

مع مضي الوقت، لاقت هذه المهنة استحسان الكثير من الشباب، وساهمت بنسبة لا بأس بها في تقليل ظاهرة البطالة لدى قطاع من الشباب في البلاد، ورغم أنها غير مصنفة خطرة، فإن طبيعتها الشاقة و”الغامضة” قد تعرّض البعض لمواقف قد تصل لدرجة الخطر، خصوصاً أن بعض المطاعم أو المحال التجارية تتيح خدمة التوصيل للمنزل في أوقات متأخرة من الليل.

وترتفع درجة مخاطر عمل “الطيار الجديد” مع احتمال تعرضه لإصابات العمل عبر السقوط من الدراجة أو بسبب السرعة الزائدة أو الاصطدام، فضلا عن مضايقات يتعرض لها من رجال المرور الذين يتشددون في إجراءات السلامة المهنية مثل مواصفات الخوذة، ومدى ملاءمة الدراجة للعمل بها.

وتُعد “العناوين المتشابهة” من أكثر الأخطاء التي تجلب المتاعب لـ”طيار الديلفري ” وتمثل له عبئاً إضافياً، فكما يذكر أحد (طياري الديلفري) أنه ذهب إلى مكان ما لتوصيل الطلب، وفوجئ بأنه نفس الشارع ولكن في محافظة أخرى، وكل هذه المواقف تسبب خسائر للمطعم”.

ورصدت إحصائية لاتحاد الغرف التجارية المصرية، زيادة في أسعار الوجبات الجاهزة تقدر بنحو 35% مقارنة بأسعار العام الماضي، نتيجة لزيادة أسعار السلع الغذائية والوقود خلال الأعوام الأخيرة.

وتقل فرص “الطيارين” قائدي الدراجات الهوائية عن البخارية في العمل والكسب نظرا انخفاض مساحة النطاق الجغرافي الذي يعملون عليه، لكنهم أكثر إغراء لأصحاب الأعمال لانخفاض العائد المادي الذي يتحصلون عليه، بحسب “الطيار حاتم” وهو طالب جامعي يعمل أحيانا في صيدليات للإنفاق على نفسه.

يقول حاتم: “إن الاتفاق في الغالب ألا يزيد النطاق الجغرافي للدواء المطلوب توصيله على 3 كيلومترات، وتفضل الصيدليات الصغيرة أصحاب الدراجات الهوائية على البخارية أحيانا، وتمنحهم مرتبات محددة مقابل دوام يصل 8 ساعات، لكن الدخل الأكبر يأتي من البقشيش الذي يتركه صاحب الطلب لعامل التوصل”.

نهضة الشركات

ونهضت خلال العامين الماضيين شركات توصيل كاملة على أكتاف هؤلاء “الطيارين” وحققت “طلبات مصر” نموًا كبيرًا وصل إلى أكثر من 80% خلال عام 2021، وفق تصريحات لقيادات الشركة.

وفي سبيل تسهيل مهام هؤلاء “الطيارين” قامت شركات التوصيل بتزويدهم بمحافظ إلكترونية، تمكنهم من الحصول على مستحقاتهم المالية بشكل أسرع دون الحاجة للمعاملات النقدية المباشرة.

ويعمل لدى “طلبات مصر” حوالي 8 آلاف “طيار” في أنجاء الجمهورية. ومع الإقبال على الطلب، لجأت الشركات المختصة إلى توقيع اتفاقيات مع شركات بيع الدراجات البخارية، لتوفيرها بالتقسيط لمن يملك رخصة ولا يملك دراجة بخارية.

وقد عقدت بعض الشركات دورات تدريبية “للطيارين” لتوعيتهم بكيفية التعامل مع العملاء وتطوير مهاراتهم العملية، مع السعي لزيادة الثقافة المرورية الآمنة وللتوعية بأهمية الالتزام بقواعد وأنظمة السلامة على الطرق الخارجية والداخلية، مع تقديم حزمة من الامتيازات لهم، كتوفير وثائق تأمين ضد الحوادث لتعزيز أمن وسلامة “الطيارين”.

ودخلت المؤسسات الخيرية على الخط، بتوفير طيارين يذهبون لمن يرغب في التبرع بملابس أو مواد غذائية لجهة ما.

مبادرة حكومية

وقعت وزارة الشباب والرياضة، اتفاقية مع شركة “طلبات مصر” المتخصصة في توصيل الطلبات للمنازل، باسم “زود دخلك” لتوفير فرص عمل جيدة لتشغيل الشباب من الفئات العمرية المختلفة، للعمل في وظيفة “طيار/ديلفري” كعمل حر بالشركة، تحت إشراف الوزارة.

وتضمن الاتفاق بين الطرفين توفير الوظيفة بدراجة هوائية لكل شاب متقدم للعمل، بحسب بيان صحفي صدر عن “طلبات مصر” في حينها، كما أتيح للشباب الذين يمتلكون دراجات هوائية التقدم لهذه الوظيفة، فامتلاك الدراجة البخارية يعزز موقف “الديلفري” عند التفاوض مع المؤسسات.

“دراجتك صحتك”

وتطورت مبادرة “زود دخلك” إلى مشروع استثماري للشاب من مبادرة سابقة هي “دراجتك صحتك”. وكان الشاب يحصل من خلالها على دراجة هوائية بسعر مدعم، تحت إشراف الوزارة.

ويستخدم 90% من المندوبين لدى شركة “مرسول” لتوصيل الطلبات، على سبيل المثال، الدراجات النارية في توصيل الطلبات مقابل 10% المتبقية موزعة على باقي وسائل النقل الأخرى ومنها الدراجات الهوائية، وفق تصريحات صحفية لقيادات بالشركة.

السعودية تدعم عمال التوصيل

وفى المملكة العربية السعودية تم إطلاق برنامج دعم العاملين في توصيل الطلبات بـ3000 ريال شهريًا، والذى يأتي ضمن الجهود المبذولة في التوسع في توطين الوظائف في المملكة العربية السعودية من خلال استهداف أنماط عمل جديدة، فأعلن صندوق تنمية الموارد البشرية “هدف” عن إطلاق برنامج دعم العاملين في توصيل الطلبات من خلال تطبيقات الهواتف الذكية، وهو برنامج يدعم العمل الحر للسعوديين العاملين في هذا القطاع، وهو نتيجة التعاون المشترك بين وزارة الموارد البشرية والتنمية الإجتماعية وهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات وشركة عمل المستقبل، فماذا عن البرنامج؟

ووفقًا لمذكرة التفاهم التي أبرمت في وقت سابق لإطلاق برنامج دعم العاملين في توصيل الطلبات من السعوديين والسعوديات من خلال تطبيقات الهواتف الذكية، يتم تقديم دعم قدره 3000 ريال سعودي شهريًا من صندوق تنمية الموارد البشرية، وفق ضوابط وشروط معينة ولمدة زمنية 24 شهرًا من تاريخ الإطلاق.
وقد حدد هدف مجموعة ضوابط للاستفادة من دعم البرنامج وتتمثل:

  • أن يكون المتقدم بطلب الدعم حاملًا للجنسية السعودية.
  • أن يصدر المتقدم وثيقة عمل حر سارية عبر بوابة العمل الحر.
  • ألا يقل عمر المتقدم عن 18 عامًا ولا يزيد على 60 سنة.
  • ألا يكون المتقدم على رأس عمل في الوقت الحالي، سواء في القطاع الحكومي أو الخاص.

وأوضح هدف أن الراغبين في الاستفادة من المبادرة والحصول على الدعم، يمكنهم التقديم إلكترونيًا عبر زيارة بوابة العمل الحر لإصدار وثيقة العمل الحر.

مدير «مرسول مصر»: مندوبي التوصيل هم رأس المال الحقيقي للشركة

أكد كريم جمال، مدير مرسول مصر، أن مندوبي التوصيل هم رأس المال الحقيقي للشركة داخل مصر، كاشفا عن وجود 150 ألف مندوب توصيل مسجلين على التطبيق حاليا، مع وجود خطة للوصول بعدد المناديب إلى 250 ألف مندوب بنهاية العام الجاري، مع خطة طويلة الأجل للوصول إلى مليون مندوب توصيل لمرسول داخل مصر على مدار السنوات الخمسة المقبلة.

وأعرب جمال عن تفاؤله بأن تؤتي تلك التوسعات ثمارها قريبا، وقال “نسعى لرفع جودة الخدمات المقدمة للعملاء، وذلك من خلال سرعة الاستجابة للطلبات وتقليل زمن التوصيل، مع التركيز على التوسع في خدمات توصيل الطلبات من المتاجر بمختلف أنواعها إلى العملاء، حيث تستهدف الشركة مضاعفة عدد المتاجر المتعاقدة مع مرسول لإتاحة خدمات التوصيل”.

وبدأت مرسول عملها داخل مصر عام 2019، وتساهم حاليًّا في توصيل الطلبات بين أطراف المنظومة اعتمادًا على نموذج التوصيل المباشر من نقطة إلى نقطة أخرى، ويقوم خلالها مقدم خدمة التوصيل بالاتفاق مع العميل على التفاصيل كافةً، ويتمُّ ذلك حاليًّا داخل عدة مدن مصرية على رأسها القاهرة الكبرى.

وحول اهتمام مرسول بمندوبي التوصيل المسجلين لديها، أكد جمال أن «مرسول» تعتمد في علاقتها مع مقدمي خدمات التوصيل على مبدأ الشراكة والاستفادة المتبادلة والمرونة في أداء العمل، حيث يستطيع المندوب تحديد قيمة التوصيل وفقًا لرؤيته دون أي إجبار من أحد، مع إتاحة برامج ولاء متميزة لضمان تحقيق المندوب أقصى ربحية ممكنة، مضيفا أن الفترة المقبلة ستشهد إطلاق العديد من المبادرات المجتمعية بهدف توفير المزيد من الحماية الصحية والاجتماعية والمادية لمندوبي التوصيل.

وكشف مدير مرسول مصر عن انتهاء الشركة من وضع كافة التفاصيل الفنية الخاصة بإتاحة خدمات الدفع الإلكتروني للمستخدمين، وسوف يتم إطلاقها قريبا بمجرد استكمال الاختبارات اللازمة لضمان تقديم الخدمة بأعلى جودة ممكنة تضمن تقديم قيمة مضافة حقيقية للعملاء.

وفي سياق متصل، أعرب محمد مجدي مدير التسويق بمرسول مصر، أن العلامة التجارية للشركة حققت ازدهارا كبيرا على مدار الأشهر الماضية، وأضاف مجدي “نقوم بتحفيز المستخدمين على زيادة اعتمادهم على تطبيق مرسول من خلال بعض المسابقات الترفيهية والجوائز القيّمة، بجانب إتاحة الفرصة لهم لمقابلة نجوم النادي الأهلي وقضاء بعض الوقت معهم في تجربة جديدة من نوعها”.

ومن ناحيته، قال أيمن النجار مدير الشراكات بمرسول مصر، نعمل خلال الفترة المقبلة على توسيع قاعدة الشركاء، خاصة وأن القيمة المضافة التي تراهن عليها مرسول دائمًا زيادة عدد المتاجر التي تقدم المنتجات وتنوعها بما يلبي احتياجات العملاء كافة.

قصص نجاح رائدات في مجال التوصيل

تحت شعار ” قادرة على التحدي” نشرت جوميا منصة التجارة الإلكترونية الرائدة في السوق المصرية فيديو، يستعرض الدور الرائد الذي تلعبه المرأة في شركة جوميا من خلال دعم الشركة للمرأة وحثهن على العمل في كل الوظائف سواء القيادية او الإدارية إلا أنه هذه المرة ظهرت أميرة فتحي و سارة عيد كنموذج مشرف للمرأة في جوميا والتي تعمل في مجال توصيل الخدمات والمنتجات.

حيث تُعد جوميا أحد أبرز الشركات في مصر التي تعمل على إتاحة الوظائف للسيدات في شتى التخصصات والمناصب في إطار دعمها للدور الذي تسعى الدولة المصرية للتأكيد عليه في تبوأ المرأة مناصب قيادية وتمكين النساء والتأكيد على المساواة في سوق العمل بين النساء والرجال.

وأعربت كل من أميرة فتحي و سارة عيد مندوبات التوصيل في جوميا عن سعادتهن بالوظيفة التي تعملن فيها مؤكدين أنها لاقت كل الدعم والتشجيع والتأييد من زملائهم الرجال قبل النساء والذين قدموا لنا المساعدة في التشجيع والإصرار على العمل، مؤكدين أنها ليست هناك وظائف حكر على الرجال دون النساء.

أشارت أيضا أنهما لاقا استحسان النساء من العملاء في أن تقوم سيدة بتوصيل المنتجات، خاصة وأن أي سيدة تستطيع العمل في أي مجال وتستطيع إثبات قدراتها وإمكانياتها خاصة مع وجود إصرار وعزيمة لديها لتحقيق النجاح، مؤكدين أنهما تعدا نموذج يُحتذى به في مجال التوصيل في ظل الدعم والتأييد الذي لاقته من جوميا نفسها.

وتابعت سارة عيد أن الأمانة هي عنصر أساسي في العمل بمجال التوصيل بالإضافة الى السرعة في الأداء والتواصل مع العملاء من أجل الكسب الحلال والعيش بحياة كريمة.

نقل الطرود بالطائرات المسيرة «الدرون» يهدد مهنة الدليفري

كشفت شركة “Wing”، المتخصصة في الطائرات المسيرة، والمملوكة لشركة “Alphabet”، عن مجموعة من الطائرات المسيرة بأحجام مختلفة تقوم بتوصيل مجموعة متنوعة من الحمولات.

ووفقا لمدونة على موقع الشركة كتبها آدم وودورث، الرئيس التنفيذي الجديد لشركة “Wing”، تقوم الطائرات المسيرة بتوصيل حمولات مختلفة الحجم.

نقل حمولات متنوعة عبر السماء

وقال وودورث -في المدونة- “هنا في “Wing”، نقضي كثيرا من الوقت في التفكير في كيفية نقل الطرود عبر السماء. وسيتطلب حل مشكلة التسليم دائما مجموعة متنوعة من المركبات. فالمركبة المثالية لنقل طن من الحصى لا بد أن تكون شاحنة قلاب، وليست سيارة تصميمها سيدان، والمسيّرة المثالية لحمل زجاجة دواء ليست هي نفسها الأفضل لتوصيل جالون من الحليب، كما أنهما ليستا مناسبتين لتوصيل ثلاجة”.

أحد المعايير التي يجب اتباعها دائما عند هندسة الطائرات المسيرة الجديدة الخاصة بعملية التسليم هو أن البضائع يجب أن تكون نحو 25% من كتلة الطائرة. وفي الوقت نفسه، تعتمد تصميمات المركبات الجديدة على مجموعات من إلكترونيات الطيران الشائعة وعناصر نظام الدفع والمواد.

وأوضح وودورث أن “ذلك التطور السريع في هندسة الطائرات يتيح لنا تكييفها مع مجموعة واسعة من الاستخدامات من توصيل الأغذية والأدوية والسلع الأخرى، إلى تحسين سلسلة التوريد والاستجابة للطوارئ”.

اليوم، الطائرات المسيرة لديها قيود على الوزن، لذلك لا يمكن استخدامها لتوصيل كل شيء. وفي الوقت الحالي، أثقل عبوة يمكن أن تحملها طائرة بدون طيار نحو 2.7 كيلوجرام، مما يمنع الشركات من توصيل الطلبات الكبيرة.

التعامل مع الصناديق الكبيرة

وذكرت الشركة أنها ستتعامل مع “الصناديق الكبيرة”، وقال وودورث “في بعض الحالات، تواجه التوصيلات تحديا بسبب الديناميكا الهوائية، وفي حالات أخرى تكمن الصعوبة في كيفية حمل صندوق كبير في طائرة ليست كبيرة جدا. ونظرا لأن تصميمات الطائرات هذه تهدف إلى الاستفادة من العناصر الأساسية في نظام التشغيل، يمكننا تركيز عمل التصميم الجديد على قائمة أقصر من المهام الجديدة والفريدة من نوعها، مع العلم بأن النظام الأساسي يظل كما هو”.

وأضاف “يمكن أن تكون لدينا طائرات صغيرة لتوصيل الأدوية، وطائرات كبيرة للشحن، وطائرات بعيدة المدى للرحلات اللوجستية، ومنصات مخصصة للتسليم في المدن”.

وأغسطس 2021، وصلت الشركة إلى مرحلة حاسمة، ونجحت في تسليم 100 ألف طلب، بفضل الشعبية التي وجدتها في ضواحي أستراليا.

وتسعى الشركة لتوفير مجموعة من الخدمات وخيارات إضافية مع مجموعتها الجديدة المتنوعة من الطائرات المسيرة، التي تتعامل مع مجموعة واسعة من البضائع. فهل يكون هذا هو المستقبل الجديد لتسليم الطلبات عبر الطائرات المسيرة؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى