الإمارات تواجه شح المياه بالابتكار.. والهواء أحدث الحلول
لجأت الإمارات لطريقة فريدة وغير تقليدية في مواجهة تحدي ندرة المياه وذلك عبر تبني تقنية تسمح باستخراج الماء من الهواء اعتماداَ على مبدأ تكثيف الرطوبة في الهواء وتحويلها إلى قطرات مياه عذبة.
ويتماشى ذلك مع توجه الإمارات الذي يؤكد على الابتكار وكسر حاجز النمطية خصوصا في ملف البيئة واستدامة الموارد الطبيعية وعلى رأسها المياه التي بات شحها تحدياً عالمياً، دون إغفال لتأثير موقع الإمارات ومناخها الصحراوي.
وكشفت مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري وزيرة التغير المناخي والبيئة، مؤخراً عن إطلاق برنامج تجريبي لتركيب 15 آلة لتوليد المياه في الغلاف الجوي في متنزهات وشواطئ الدولة، مشيرة إلى طلب ما يصل إلى 700 آلة إضافية للتوسع في المشروع الذي يعد أحد أبرز الابتكارات الحديثة في مجال توليد المياه الصالحة للاستهلاك البشري والزراعي.
ولا تُعد تلك هي المبادرة الأولى من نوعها، حيث سبقتها مبادرات ملفتة لعدد من الجهات، ففي أغسطس الماضي شهدت مدينة مصدر في العاصمة أبوظبي، الإعلان عن إطلاق أول مشروع على مستوى العالم لإنتاج المياه بكميات تجارية بصورة متواصلة بالاعتماد على مصادر طاقة متجددة، مما يجعل منه مشروعا خاليا من الكربون.
وشكل المشروع نقطة انطلاق السوق التجارية لنظم استخراج المياه من الهواء في الإمارات، حيث يركز المشروع على اختبار وتقييم أداء تقنية لإنتاج المياه من الهواء وذلك عند تطبيقها على نطاق واسع وبالاعتماد على طاقة متجددة.
بدورها تعد بلدية مدينة العين من أوائل الجهات الرسمية التي تبنت تقنية استخراج المياه من الهواء، حيث قامت في يوليو الماضي بتوزيع 6 أجهزة تعمل على هذه التقنية في مناطق متفرقة من المدينة بهدف تعزيز جهود الحفاظ على المياه والموارد الطبيعية.
وتتميز الأجهزة التي تم توزيعها بقدرتها على إعادة تدوير وتوليد وفلترة وتنقية المياه، كما أنها صديقة للبيئة ولا تنتج عنها أي نفايات، وتساعد في تنقية الهواء من البكتيريا وتعديل الرطوبة، كما تتميز بمحدودية الاستهلاك الكهربائي وعدم الحاجة لعمليات صيانة كثيرة.
وتعود محاولات تطبيق تقنيات استخراج المياه من الهواء في دولة الإمارات إلى عدة سنوات حيث سعت إحدى الشركات للاستثمار في هذا الحقل عبر تقنية تسمح بامتصاص الرطوبة من الهـواء وتحويلها إلى مياه معبأة في مصنع على بعد 20 كيلومتراً من قلب دبي، حيث حي المال والفنادق والأبراج الفاخرة.
يشار إلى أن استراتيجية الدولة للأمن المائي 2036 تهدف إلى خفض إجمالي الطلب على الموارد المائية بنسبة 21%، وزيادة مؤشر إنتاجية المياه إلى 110 دولارات أمريكية للمتر المكعب متبوعاً بتقليل مؤشر ندرة المياه بثلاث درجات، وزيادة إعادة استخدام المياه المعالجة إلى نفس القدر.
ويقدّر العلماء أن الغلاف الجوي للأرض يحتوي على 13000 تريليون ليتر من المياه على شكل بخار في الهواء. وتعادل هذه الكمية نحو %10 من مياه البحيرات العذبة على الأرض. ولذلك، فإنها تُعد مورداً ضخماً، خاصة إذا تذكرنا أنها إلى تزايد، بينما المياه السطحية إلى تناقص، بسبب احترار الأرض.
Tech-News- وام