مقالات

الانتقال إلى السحابة يمكّن المدراء الماليين من تسخير قوة الذكاء الاصطناعي

بقلم: محمد معصم- مدير تسويق المنتجات في سايج إفريقيا والشرق الأوسط

يشهد عالم الشؤون المالية والمحاسبة تحولاً مستمراً ومتزايداً نحو الخدمات السحابية. إذ يدرك المدراء الماليون فوائد حلول الأعمال المستندة إلى السحابة، والتي تمكنهم من أن يصبحوا أكثر مرونة وسرعة.

حيث تعمل تلك الحلول على تحسين الاستجابة وتوفير بيانات دقيقة في الوقت الفعلي لمواكبة الوضع المتقلب والتحول إلى نماذج العمل عن بعد أو الهجين.

وقد وجد بحث حديث أجرته سايج أن 91٪ من المدراء الماليين يتفق مع ضرورة أن تستخدم الشركات البرامج المستندة إلى السحابة لتزدهر في عالم العمل الجديد. وتُظهر الدراسة أيضًا أن المدراء الماليين حريصون على تبني التقنيات السحابية لأتمتة المهام وتسهيل الوصول إلى البيانات وزيادة المساءلة.

ومع ذلك، هناك سبب آخر لاعتماد التقنيات السحابية لم يُلاحظ على نطاق واسع حتى الآن – حقيقة أنها ستمهد الطريق أمام الفرق المالية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في تحسين عملية صنع القرار التي تعتمد على البيانات والارتقاء بالأتمتة إلى آفاق جديدة. فقد قال 92٪ من المشاركين في البحث إنهم سيدعمون مؤسساتهم في الاستثمار في حلول الإدارة المالية السحابية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي.

الذكاء الاصطناعي مقترح للمستقبل البعيد

عندما طُلب من المشاركين تعداد أهم ثلاث أولويات بالنسبة لهم، جاء الذكاء الاصطناعي في المرتبة الثامنة، مقارنةً باستخدام الأنظمة القائمة على السحابة في المرتبة الأولى. وصنف المدراء الماليون التحول الرقمي، والارتقاء بالمهارات الرقمية، وتطوير ثقافة هجينة كأولوياتهم الثلاث الأولى. ويشير هذا إلى أن الكثيرين يعتقدون أن الذكاء الاصطناعي مقترح للمستقبل البعيد وليس شيئًا موجودًا بالفعل وينضج طوال الوقت.

وتتعدد حالات الاستخدام المحتمل للذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في الشؤون المالية والمحاسبة، حيث يقوم الموردون السحابيون بتضمين التكنولوجيا مباشرة في حلول أعمالهم. وعند دمجهما في الأنظمة المحاسبية والمالية، يمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في تصنيف النفقات تلقائيًا، والإبلاغ عن انتهاكات السياسة، واكتشاف الاتجاهات والشذوذ.

وتكمن قوة الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في قدرتهما على تحليل مجموعات البيانات الضخمة بسرعات ومستويات دقة وأحجام لا يمكن لأي إنسان أن يأمل في تحقيقها. وهذا بدوره يمكّن المدراء الماليين من الوصول إلى رؤى تجارية عالية الجودة في الوقت الفعلي تساعدهم على اتخاذ قرارات أعمال استراتيجية. ويتيح ذلك أيضًا أتمتة العديد من الأنشطة المالية الروتينية والمتكررة.

الاستفادة القصوى من البيانات والنهوض بالأتمتة

على سبيل المثال، يمكن للذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي معرفة كيفية وسم المعاملات وتعيينها لحساب السجل الصحيح بناءً على قرارات وقواعد الوسم المسبقة. وأثناء التدقيق، يمكن للذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي فحص كميات كبيرة من البيانات بسرعة للكشف عن الحالات الشاذة. ويُعد الذكاء الاصطناعي أيضًا مفتاحًا لإنشاء روبوتات المحادثة وواجهات صوتية، والتي تساعد في جعل الأنظمة المالية أكثر سهولة في الاستخدام.

وعند تقديم هذه الفوائد، سيدعم الذكاء الاصطناعي المديرين الماليين مع تطور دورهم إلى ما هو أبعد من الامتثال وحفظ السجلات وإعداد التقارير، ليكونوا خبراء التحول الرقمي الذين يوضحون مستقبل الشركة. ولسوف يحررهم الذكاء الاصطناعي من العديد من المهام الروتينية التي تستهلك حاليًا الكثير من وقتهم ويمنحهم رؤى عديدة لتوسيع دورهم في الشركة.

ومن حسن الحظ أن المتخصصين الماليين الذين شرعوا في التحول إلى السحابة سيكونون مؤهلين بشكل جيد لتسخير الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لصالحهم في السنوات القادمة. وستظهر العديد من الميزات والأدوات المذكورة أعلاه في الحلول المالية والمحاسبية السائدة في وقت أقرب مما يتوقعه العديد من المتخصصين الماليين.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى