القمة العالمية للحكومات.. حلول “خارج الصندوق” لاستقطاب المواهب
في جلسات حول "مستقبل العمل عن بُعد والتوظيف"
ناقش مشاركون ضمن محور “مستقبل العمل عن بعد والتوظيف” في أعمال القمة العالمية للحكومات 2022، مستقبل العمل وعلاقته بالابتكار وبيئة العمل الداعمة والتغيرات العالمية الجديدة والتوجهات المستقبلية في زمن أصبح العمل عن بعد خياراً حاضراً بقوة وأصبح فيه الاستحواذ على الموهوبين سباقاً لا يمكن للشركات أن تخسر فيه.
وقالت الدكتورة ستيفاني هير المؤلف والباحث في مجال التكنولوجيا، خلال جلسة بعنوان “العصر الرقمي .. الخصوصية على المحك”، إن ما نعيشه اليوم كان يبدو قبل 30 عاما غير معقول وغير مصدق، فمن منا كان يتخيل أن يكون لدينا هواتف خلوية تحتوي مسجلا وكاميرا وفيديو واستشعار يتقصى تحركات ومسارات الإنسان.
وتابعت هير “علينا اليوم تغيير فهمنا للأمور وبالتالي تغيير السلوكيات مجددا، فأخلاقيات التكنولوجيا متغيرة، فقد نتخذ قرارا في مرحلة ويتغير لاحقا لارتباطه بالسلوك المجتمعي، مشيرة إلى أهمية ابتكار تكنولوجيا تحمي خصوصية الأفراد، التي أصبحت البيانات المتولدة منها بمثابة أصول ذات قيمة مالية وتطرقت لإشكالية تأخر سرعة تطور القوانين مقارنة بوتير تطور التكنولوجيا، داعية إلى منح المستخدمين خيارات للتحكم في بياناتهم الشخصية تعادل تلك التي تملكها الشركات.
وقالت: “لا بد هنا أن نتساءل فيما إذا كان بالإمكان قلب المعادلة بحيث لا يكون الاعتماد على الشركات فقط بل أن تكون العملية برمتها أكثر ديمقراطية، ومن أجل القيام بذلك يمكن دعوة الناس للتفكير بالمخاطر والفرص الممكنة، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالتكنولوجيا المتعلقة بالأطفال.”
“المفاهيم الجديدة للعمل: كيف ستتعامل معها الحكومات؟”
وتناولت كيت أو ونيل، وهي مؤلفة وباحثة في التكنولوجيا الإنسانية، ضمن جلسة “المفاهيم الجديدة للعمل: كيف ستتعامل معها الحكومات؟” ما مرت به الإنسانية في السنوات الماضية والمعلومات الكثيرة حول التحولات المستقبلية المتوقعة، واقترحت التفكير بالمستقبل بطريقة غير تقليدية، إذ نحتاج لنظرة إيجابية واستراتيجية للمستقبل مع فهم الاستراتيجيات الحقيقية والتفكير بالنتائج الممكنة.
وأضافت أوونيل أن أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار عند التفكير في مستقبل العمل، بحيث يمكن لصناع القرار إدراك العلاقة بين مستقبلي التعليم والعمل وفق أهداف التنمية المستدامة.
“العمل عن بُعد.. ومستقبل استقطاب المواهب”
من جهته، قال آلان بجاني الرئيس التنفيذي لشركة ماجد الفطيم القابضة خلال جلسة “العمل عن بُعد.. ومستقبل استقطاب المواهب”، أن الإمارات تميزت نتيجة تبنيها توجهات واضحة تقوم على دعم المبتكرين ما سمح للكثير من الشركات العاملة في الدولة بالتحرر من شروط العمل التقليدية ومنح موظفيها فرصة العمل عن بعد رغم ما يتطلبه ذلك من تشريعات للتعامل مع المسائل الضريبية في جميع الدول المعنية.
وأضاف أن العالم متفائل بالتغيرات في مرحلة ما بعد كوفيد 19 حيث تمكنت الإنسانية من تحقيق الكثير من الإنجازات التي تحمل تغييرا في المفاهيم، مثل الانتقال الرقمي للعمل عن بعد مع ما يرتبه ذلك من تأثيرات على الإنتاجية وبيئات العمل.
وتحدث بجاني عن حس المسؤولية الذي برز عام 2020 ودفع الناس للعمل معاً عن بعد في عالم سيطر عليه حس عدم اليقين خلال ذروة جائحة كوفيد-19 معتبرا أن الواقع قد أصبح مصدر غنى لتوسيع قوانا العاملة، حيث إن لدينا في ماجد الفطيم 45 ألف شخص يعملون في مؤسستنا، منهم من يعمل معنا من قارات مختلفة، وهذا في حقيقة الأمر مصدر مهم لجذب المهارات الدولية والموهوبين من أنحاء العالم.