قمة ريادة الأعمال 2025: الثقافة المؤسسية حجر الزاوية في نجاح واستدامة الشركات

انطلقت بمدينة الجونة فعاليات النسخة الثالثة من قمة “التقرير السنوي لقطاع ريادة الأعمال المصري 2025”، التي تنظمها شركة “انطلاق” خلال يومي 25 و26 سبتمبر الجاري.
شهدت القمة جلسة حوارية محورية بعنوان: “كيف تتناول الثقافة الاستراتيجية في الإفطار والغداء والعشاء؟”، شارك فيها كل من هدير شلبي، المدير التنفيذي لشركة طلبات مصر، ومدحت ياسين، نائب الرئيس التنفيذي لشركة Mori International.
أكد المتحدثان خلال الجلسة أن الثقافة المؤسسية ليست مجرد تفصيل شكلي، بل هي الأساس الذي يقوم عليه نجاح أي شركة واستمراريتها، مشددين على أن القيم المشتركة والوضوح الثقافي منذ البداية يحميان المؤسسة من الفوضى ويحددان مسارها.

محاور الجلسة: العقلية الريادية تسبق السيرة الذاتية
شدد المشاركون على أن عملية التوظيف يجب أن تتجاوز مجرد شغل وظيفة شاغرة لتركز على مدى التوافق مع الثقافة المؤسسية وامتلاك الموظف لـ “العقلية التحويلية”.
أبرز تصريحات هدير شلبي (طلبات مصر):
- معيار الاختيار: أكدت أن اختيار الكفاءات داخل المؤسسة لا يرتبط بالعمر أو بالشهادات الجامعية، بل يعتمد على “العقلية التي يتمتع بها الشخص”. وأوضحت: “ما أبحث عنه هو الشغف بالعمل، والروح الريادية، والقدرة على ابتكار الحلول، فهذه السمات تفوق في أهميتها أي سيرة ذاتية مكتوبة.”
- خطر الأداء الضعيف: حذرت من أن الاحتفاظ بالموظف ضعيف الأداء يمثل خطرًا مزدوجًا، فهو لا يعني فقط القبول بمستوى متدنٍ من الإنجاز، بل يرسل كذلك “رسالة سلبية لبقية الفريق بأن الأداء المتوسط أصبح أمراً مقبولاً، وهو ما يهدد بتقويض ثقافة المؤسسة”.
- قيمة القيم: أوضحت أن القيم المؤسسية هي الركيزة الأساسية لنجاح الشركة، مضيفة: “يمكنك الحصول على التمويل… لكن إذا لم تستطع بناء مؤسسة قائمة على قيم مشتركة، ستنهار سريعًا أمام الخلافات والصراعات الداخلية.”
أبرز تصريحات مدحت ياسين (Mori International):
- الثقافة عامل حاسم: أكد أن عملية التوظيف تتعلق بمدى توافق الموظف مع ثقافة المؤسسة، موضحًا أن “الثقافة المؤسسية هي العامل الحاسم في تحديد مسار نجاح الموظف أو تعثره”.
- أهمية وضوح الرؤية: شدد على أن غياب الوضوح لدى القيادة بشأن ماهية الثقافة المؤسسية يدفع كل مدير إلى صياغة نسخته الخاصة، وهو ما يؤدي إلى الفوضى داخل المؤسسة.
- التحدي الاستراتيجي: أشار إلى أن بناء الثقافة المؤسسية يمثل تحديًا استراتيجيًا يشبه تغيير عادات مجتمع كامل، وهي “عملية مؤلمة وبطيئة، لكنها قادرة على رسم مستقبل المؤسسة”.
عن قمة وتقرير ريادة الأعمال المصري 2025
يستند “تقرير تشخيص قطاع ريادة الأعمال المصري” إلى منهج قائم على الأدلة، ويقدم عرضًا شاملًا لواقع الاقتصاد الريادي في مصر. ويؤكد التقرير أن ريادة الأعمال في مصر هي “محرك رئيسي لتعزيز المرونة الاقتصادية وتحقيق الشمول ودفع الابتكار”.
تشهد القمة مشاركة واسعة تضم أبرز القيادات الحكومية وصناع القرار، إلى جانب نخبة من رواد الأعمال والمستثمرين وممثلي المؤسسات المالية المحلية والدولية، بالإضافة إلى ممثلين عن كبرى الشركات الناشئة والمسرعات وحاضنات الأعمال. وتُعد القمة منصة متكاملة لتبادل الخبرات واستعراض التجارب الناجحة واستكشاف الفرص الواعدة في السوق المصري والإقليمي.