الروبوتات تستولي على مطابخنا.. فماذا ستفعل ربات البيوت؟
يتطور العالم تطورا متسارعا جدا، وبالذات في ظل الثورة الصناعية الرابعة وعصر الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والعوالم الافتراضية، والحوسبة السحابية، والتقدم المذهل الذي تشهده صناعة الروبوتات مع التطور المطرد للخوارزميات.
وهذ التغير يشمل كل شيء في جميع القطاعات بلا استثناء، ومن هذه القطاعات الناشئة التي تشهد تطورا مستمرا بفعل التقدم التقني قطاع صناعة الطعام والغذاء في العالم.
ويمكن تعريف تكنولوجيا الطعام بأنها ذلك “القطاع الناشئ الذي يستكشف كيفية الاستفادة من التكنولوجيا لخلق الكفاءة والاستدامة في تصميم وإنتاج واختيار وتقديم الطعام والاستمتاع به”، وذلك كما ذكرت منصة “Forward Fooding“.
وتُعدّ التكنولوجيا اليوم العنصر الأكثر رواجا في نظامنا الغذائي، كما يتضح من زيادة الاستثمار في المشاريع والشركات الابتكارية من قبل صناعة الأغذية الزراعية العالمية، ويهدف القطاع إلى التكيف مع الأوقات المتغيرة، والاستجابة لاحتياجات المستهلكين مع توفير عادات غذائية أكثر صحة واستدامة.
وبلغ حجم سوق تكنولوجيا الغذاء العالمية 220.32 مليار دولار أمريكي في عام 2019، ومن المتوقع أن يبلغ 342.52 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2027 ، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 6% خلال هذه المدة، كما ذكرت منصة “Emergen Research” في تقرير حديث لها.
بلغ حجم سوق تكنولوجيا الغذاء العالمية 220.32 مليار دولار أمريكي في عام 2019، ومن المتوقع أن يصل إلى 342.52 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2027، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 6% خلال هذه المدة.
عوامل التقدم
إن ما يدفع هذه السوق إلى النمو هو التقدم المطرد في تكنولوجيا صناعة الغذاء حيث تخلق الابتكارات المتسارعة في مجال الروبوتات وتقنيات المعالجة وتكنولوجيا البيانات فرصا جديدة للنمو في هذه الصناعة الناشئة والطموحة، كما تؤدي زيادة الوعي بين السكان المهتمين بالصحة إلى زيادة الطلب على الأطعمة الصحية، وهو ما يقود إلى الطلب المتزايد على المنتجات الغذائية الصحية والأرخص والأكثر أمانا، كما ذكر التقرير السابق.
وفضلا عن ذلك يسهم نمو قنوات التجارة الإلكترونية والدفع نقدا عند التسليم في نمو سوق تكنولوجيا الغذاء، إضافة إلى أن الانتشار المتزايد للإنترنت والهواتف الذكية في الاقتصادات النامية يدعم تطور هذا القطاع وازدهاره.
ومن المتوقع أن تحفز عوامل مثل الطلب على منتجات ذات جودة أعلى وانخفاض الاعتماد على الموظفين وتقليل تكلفة التكنولوجيا تقدم سوق تكنولوجيا الأغذية في المستقبل.
وأكد التقرير أن اللوائح الصارمة للحكومات والمنظمات الاجتماعية فيما يتعلق بسلامة الأغذية ورعاية الحيوان والصحة والمناخ والبيئة تؤدي إلى تقليل هدر الطعام وتقليل استهلاك الطاقة، وذلك يؤدي بدوره إلى زيادة الطلب على تقنيات صناعة وإنتاج الأغذية.
ومن المتوقع أن تعمل الروبوتات في عمليات الإنتاج على تعزيز فرص النمو في سوق تكنولوجيا الأغذية، حيث سيؤدي اعتماد هذه التقنيات الواعدة إلى زيادة حجم الإنتاج وتحسين سلامة الأغذية وانخفاض تكاليف الموظفين، وبالإضافة إلى ذلك تعمل الرقمنة على زيادة القدرة على التنبؤ وتسهم في الاستخدام المبسط لخطوط الإنتاج، ومن ثم تحسين الكفاءة والمساعدة في نمو السوق.
مطبخ سحابي قادر على طبخ أي وصفة في العالم
في هذا السياق، أنتجت حديثا شركة “Nala Robotics” المتخصصة بالذكاء الاصطناعي شبكة من الطهاة الآليين يمكن استخدامها لبناء وتشغيل مطبخ قائم في السحابة في أقل من 24 ساعة، وأطلقت الشركة على هذه الشبكة اسم “Nala Marketplace”.
ويعدّ هذا الحل مثاليا لمطابخ الخدمة والوجبات السريعة التي ترغب في تجربة أنواع جديدة من العمل لا تتطلب كثيرا من العمالة، أو في هذه الحالة من دون عمالة على الإطلاق، كما ذكرت منصة “NRN“.
وقال أجاي سونكارا الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي للشركة “سواء أكنت طاهيا في المنزل يريد بدء عمل جديد من بيته لطهو وتوصيل الطعام أو أنك تمتلك سلسلة مطاعم تتطلع إلى دخول سوق جديدة يمكن لطهاة الذكاء الاصطناعي لدينا طبخ أي نوع من الطعام مهما كان، مثل الوجبات الصينية والتايلاندية والإيطالية والهندية والمكسيكية، وكذلك الأطعمة الأمريكية الشهيرة مثل البرجر والسلطات والشوربات وغيرها كثير”.
وتقدم شركة “نالا” أول طاه آلي بالكامل يمكنه تعلم كيفية طهو أي وصفات تقريبا تدخل في نظامه مهما كانت بدقة تامة، كما يمكن للمطاعم إنشاء واجهة متجر افتراضية حيث يمكن للعملاء تقديم الطلبات رقميا، وتُرسل إلى الشيف الآلي الذي يمكنه بعد ذلك طهو الوجبة المطلوبة وتقديمها.
وقد افتُتح أول مطبخ سحابي آلي بالكامل بإشراف الشركة في مدينة نابرفيل بولاية إيلينوي الأمريكية، وتخطط الشركة لفتح المزيد في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأميركية قريبا، أما رسوم تشغيل هذه المطاعم فهي قليلة نسبيا إذ يدفع المشغلون رسوما أولية قدرها 250 دولارا، ثم رسوم ترخيص شهرية بناء على حجم الطلب.
Flippy يحصل على شقيقة اسمها Chippy
الروبوت “Flippy” طاه آلي يعمل بالذكاء الاصطناعي يقوم بطبخ الدجاج المقلي في مجموعة سلاسل عالمية للطعام مثل سلسلة “White Castle”، حصل أخيرا على شقيقة له اسمها “Chippy” ستكون متخصصة بقلي وإعداد رقائق التورتيلا والبطاطا اللذيذة، وفق ما ذكرت منصة “thedrum” حديثا.
وكشفت شركة مطاعم “Chipotle Mexican Grill” عن ولادة “شيبي” أخيرا، وهي روبوت طورته شركة “ميسو روبوتيكس” (Miso Robotics) لمصلحة “شيبتول”، يعتمد على خوارزميات الذكاء الاصطناعي، ومبرمج لصنع رقائق البطاطا والتورتيلا اللذيذة. وتُعدّ “شيبي” أحدث ابتكارات صناعة المطاعم لتعزيز تجربة العملاء والموظفين من خلال هذه التقنيات الناشئة.
وصُمّمت شيبي لإنتاج كميات ضخمة من رقائق التورتيلا، لكنها لن تطبخ هذه الكميات من خلال الطرق التقليدية المعتادة في المطابخ الكلاسيكية وتكون النتيجة عادة نسخا متطابقة من رقائق البطاطا، بل ستستخدم ذكاءها الاصطناعي لتبدع في إنتاج رقائق “عشوائية” أكثر جاذبية وألذ طعما.
وتقول نيفيل بانثاكي نائبة رئيس قسم الطهي في سلسة مطاعم شيبتول “يحب الجميع العثور على شريحة بطاطا تحتوي على القليل من الملح أو الليمون.. للتأكد من أننا لم نفقد العنصر البشري وراء تجربة الطهو لدينا، قمنا بتدريب وبرمجة شيبي لضمان أن الناتج يعكس منتجنا الحالي المعروف لعملائنا، ويقدم في الوقت ذاته بعض الاختلافات الدقيقة في النكهة التي ستسعد رواد مطاعمنا”.
وتأمل “شيبتول” أن تحرر “شيبي” موظفيها من البشر من المهام الميكانيكية التي تستغرق وقتا طويلًا في إعداد رقائق التورتيلا، وفي هذا السياق يقول كيرت غارنر كبير مسؤولي التكنولوجيا في شيبتول إن “الاستثمار في التكنولوجيا لتعزيز عمليات طهو الطعام لدينا هو مكسب للطرفين لأننا نعلم أننا عندما نساعد في جعل أي جانب من مهام فريقنا أسهل فسوف يكون لديهم مزيد من الوقت لخدمة ضيوفنا ودعمهم، وكذلك للإبداع في المهام الأخرى المكلفين بها”.
وصمّمت “شيبي” شركة “ميسو روبيتكس”، وهي شركة تسعى لكي “تحدث ثورة في خدمات الطعام التجارية من خلال حلول الأتمتة الذكية”، وتنضم شيبي إلى شقيقها “فليبي” طاهي المقلي، و”Sippy” موزع الشراب الذكي اللذين ابتكرتهما الشركة قبل سنوات.
ومع التطور المذهل والمتسارع الذي يشهده قطاع صناعة الطعام في العالم، وحلول الأتمتة والروبوتات والذكاء الاصطناعي شيئا فشيئا مكان البشر تُرى ماذا سيبقى من دور في المستقبل لربّات البيوت والطهاة وعمال المطاعم؟ أم إن أعمال هؤلاء في طريقها للاندثار؟
سؤال نترك إجابته للزمن.