تعرف على الخطة الاستراتيجية لصندوق «ديسربتيك» خلال 2025

يُعد صندوق ديسربتيك Disruptik Fund لاعبًا محوريًا في منظومة رأس المال الجريء بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مع تركيز خاص على قطاع التكنولوجيا المالية (FinTech). تتمثل مهمة الصندوق الأساسية في تحفيز الابتكار التكنولوجي ودعم التنمية الاقتصادية، لا سيما في مصر والمنطقة الأوسع.

لقد حقق ديسربتيك إنجازات ملموسة، حيث قام باستثمار 21 استثمارًا استراتيجيًا في شركات ناشئة، ساهمت مجتمعة في خلق ما يزيد عن 50,000 فرصة عمل وتحقيق إيرادات تجاوزت 450 مليون دولار أمريكي، مع تقديم خدماتها في 12 سوقًا مختلفًا.

يركز صندوق ديسربتيك خلال عامي 2025 و2026 على مواصلة دعم نمو الشركات الناشئة ضمن محفظته الاستثمارية الحالية، والاستثمار في شركات جديدة. وقد استثمر الصندوق حوالي ثلثي المبلغ المخصص له، وسيتم ضخ باقي الأموال في فرص جديدة حتى نهاية عام 2026. تعتبر هذه الفترة امتدادًا لمرحلة بناء وتعزيز القيمة، حيث يخطط الصندوق لبدء التخارجات اعتبارًا من عام 2027، وذلك مع نضوج بعض الشركات وتحقيقها لنقاط تحول استراتيجية تفتح المجال لفرص خروج ناجحة.

فى لقاء قيادات الصندوق مع عدد من الصحفيين والإعلاميين، تناول اللقاء تفاصيل الخطة الاستراتيجية لصندوق ديسربتيك خلال 2025.

قال محمد عكاشة، المؤسس والشريك الإداري لصندوق ديسربتيك: “نواصل في ديسربتيك خلال عامي 2025 و2026 تركيزنا على دعم نمو الشركات الناشئة ضمن محفظتنا الاستثمارية والاستثمار في فرص جديدة. لقد قمنا بالفعل باستثمار نحو ثلثي رأسمال الصندوق، ونتوقع ضخ البقية في استثمارات واعدة حتى نهاية عام 2026. هذه الفترة هي امتداد لمرحلة بناء القيمة وتعزيزها، بينما نضع خططًا لبدء التخارجات من استثماراتنا اعتبارًا من عام 2027. يأتي ذلك في ظل نضوج بعض الشركات وتحقيقها لنقاط تحول استراتيجية تمهد لفرص خروج ناجحة”.

نحن نؤمن بأن مصر ليست مجرد سوق كبير، بل هي خزان ضخم للمواهب في مجالات التكنولوجيا والابتكار. لقد أثبت العديد من رواد الأعمال المصريين قدرتهم على قيادة حلول ابتكارية تنافس إقليميًا وعالميًا. لذا، فإن دعم هذه الكفاءات في مصر وخارجها يشكل محورًا أساسيًا لاستراتيجيتنا الاستثمارية خلال المرحلة المقبلة”.

وأضاف مالك سلطان، الشريك بصندوق ديسربتيك: “يدير ديسربتيك حاليًا صندوقًا بحجم 36 مليون دولار أمريكي. وبالنظر إلى النجاح الذي حققه الصندوق الأول، فإن التفكير في إطلاق صندوق ثانٍ يعد خطوة طبيعية في مسار نمونا. هذا النجاح يعكس ثقة المستثمرين في أدائنا واستراتيجيتنا.

نحن ندرس حاليًا إمكانية إطلاق الصندوق الثاني بالتعاون مع مستثمرين حاليين وجدد، ونتوقع أن تتضح الصورة بشكل أكبر خلال العام القادم. أما بالنسبة للتخارج من الشركات، فلدينا نية واضحة للقيام بذلك في الشركات التي حققت نموًا قويًا، وذلك عبر صفقات بيع ثانوية أو شراكات استراتيجية مع كيانات كبرى، ونتوقع أن يبدأ ذلك اعتبارًا من عام 2027 مع نضوج الشركات وتحقيقها لنقاط تحول استراتيجية تفتح المجال لفرص خروج ناجحة”.

وقال يحيى أبو الوفا، الشريك بصندوق ديسربتيك: “بصفتنا صندوقًا متخصصًا في التكنولوجيا المالية (Fintech)، نركز على بناء منظومة متكاملة تشمل البنية التحتية، والخدمات المالية، والتكنولوجيا الموجهة لقطاعات استراتيجية”.

يمكن تصنيف محفظتنا الحالية إلى أربع فئات رئيسية:

• البنية التحتية المالية: مثل BanknBox وConnect Money، والتي تقدم حلولًا لرقمنة وتوسيع الخدمات المالية للمؤسسات.
• الخدمات المالية: وتشمل MNT-Halan، Khazna، Lucky، MalBazaar، وBokra، التي توفر حلولًا تمويلية وتأمينية للفئات غير المخدومة أو الأقل تعاملًا مع البنوك.
• القطاعات الاستراتيجية: مثل Mozare3 في التكنولوجيا الصحية، i’SUPPLY في التكنولوجيا الزراعية، وSprints في التكنولوجيا التعليمية.
• الابتكار والتقنيات المتقدمة: مثل WideBot التي تطور روبوتات محادثة قائمة على الذكاء الاصطناعي باللغة العربية، وHamilton المتخصصة في ترميز الأصول على شبكة بيتكوين.

خلال الفترة المقبلة، سنركز بشكل خاص على الذكاء الاصطناعي، نظرًا لقدرته على إحداث قفزة نوعية في كفاءة الخدمات وتوسيع نطاق التأثير الاجتماعي والاقتصادي. نختار الشركات بناءً على تقييم شامل يشمل قوة الفريق المؤسس، حجم السوق المستهدف، إمكانيات التوسع، ووجود مؤشرات أداء واضحة ومستدامة.

لقد استثمر الصندوق حتى الآن في 21 شركة ناشئة، وقد أسهمت هذه الشركات في خلق أكثر من 50,000 فرصة عمل، وتحقيق إيرادات تجاوزت 450 مليون دولار، مع تقديم خدماتها في 12 سوقًا. هذا يعكس الأثر الحقيقي لرؤية الصندوق في تمكين الابتكار وتعزيز النمو. من أبرز نماذج التأثير، استثمار مبدئي بقيمة 4 ملايين دولار بالتعاون مع جهاز تنمية المشروعات (MSMEDA) نما ليجذب تمويلًا إضافيًا بقيمة 400 مليون دولار، أي بمعدل نمو 1 إلى 100. يتراوح متوسط حجم استثمارنا بين 250 ألف دولار و1.25 مليون دولار، ويبلغ متوسط الاستثمار الكلي حوالي 1.2 مليون دولار لكل شركة.

بينما يتركز استثمارنا الأساسي في رواد الأعمال والشركات المصرية، نستثمر أيضًا في رواد أعمال مصريين يقيمون أو يؤسسون شركاتهم في الخارج، بشرط أن يحتفظوا بمراكزهم التشغيلية والتقنية في مصر. هذه الاستراتيجية تمكننا من تصدير الخبرة المصرية وتوسيع أثرنا خارج الحدود.

شهدنا قصص نجاح بارزة مثل MNT-Halan التي أصبحت شركة يونيكورن في عام 2022 ووسعت عملياتها باستحواذين استراتيجيين في تركيا وباكستان. كذلك، Khazna التي بدأت عملياتها التشغيلية في المملكة العربية السعودية، وBanknBox التي توسعت استراتيجيًا في قطر. وفي مجال البرمجيات كخدمة (SaaS)، تصدر WideBot وSprints خدماتهما في الذكاء الاصطناعي والتدريب التقني إلى الخليج وأفريقيا وأوروبا، مع الحفاظ على مراكز تشغيلية وتطويرية في مصر. ولا ننسى التخارج الناجح من Fatura التي تم الاستحواذ عليها من قبل EFG Hermes، ثم لاحقًا من قبل MaxAB-Wasoko.

أكثر من 90% من شركات محفظتنا نجحت في الحصول على تمويل إضافي، مما يعكس متانة نموذجها التشغيلي وإمكانات النمو على المدى الطويل. إطلاق صندوق ثانٍ يعتبر تطورًا طبيعيًا بعد الإغلاق الناجح للصندوق الأول، وهو ما يتماشى مع الممارسات العالمية. حاليًا، نركز على الإغلاق الناجح لصندوقنا الأول خلال العام المقبل، مع تطلع إيجابي إلى إطلاق الصندوق الثاني في الوقت المناسب”.

تطور بيئة ريادة الأعمال ودور ديسربتيك

شهدت بيئة ريادة الأعمال في مصر تطورًا لافتًا، مع ظهور فرص ضخمة للنمو، خصوصًا في القطاعات التكنولوجية والخدمات الرقمية. ورغم العثرات التي واجهها السوق، مثل ما حدث مع شركات كبيرة، فإنها كانت بمثابة جرس إنذار بضرورة تعزيز الحوكمة، والتركيز على نماذج أعمال أكثر استدامة. شهدت بيئة ريادة الأعمال كفاءة رأسمالية أعلى (Capital Efficiency)، أي الابتعاد عن الإنفاق غير الضروري والمظاهر الشكلية، والتركيز بدلًا من ذلك على تحسين المنتجات التقنية وتجربة المستخدم. كما نرى أن الشركات ذات المنتجات أو الخدمات خفيفة الأصول (Light-Asset) والتي يمكنها تصدير حلولها إلى أسواق إقليمية ودولية، تمثل الاتجاه الأنسب للنمو المستدام. والأهم، أن الحفاظ على هيكل تكلفة بالجنيه المصري مقابل تحقيق إيرادات بالعملات الأجنبية يمنح الشركات قدرة أعلى على الصمود أمام تقلبات السوق، ويعزز من فرصها في التوسع الإقليمي والدولي، وهو ما نعتبره من العوامل الاستراتيجية لأي شركة تكنولوجية تسعى للنمو من مصر إلى العالم.

يلعب الصندوق دورًا فعالًا في دعم تطوير الإطار التشريعي والتنظيمي لقطاع التكنولوجيا المالية في مصر، من خلال المشاركة المستمرة في الفعاليات والحوارات المؤسسية مع الجهات الحكومية والشركاء الاستراتيجيين. كما نحرص على عرض قصص نجاح من محفظتنا أمام الجهات التشريعية والتنظيمية، لتقديم الابتكار بشكل استباقي واستراتيجي، بما يساهم في توجيه السياسات نحو تمكين الشركات الناشئة وخلق توازن بين تسريع الابتكار وحماية النظام المالي.

نعمل على تعزيز شراكات مع بنوك والمؤسسات المالية الكبرى، بالإضافة إلى صناديق استثمارية إقليمية ودولية. بينما يتركز استثمارنا الأساسي في رواد الأعمال والشركات المصرية، نستثمر أيضًا في رواد أعمال مصريين يقيمون أو يؤسسون شركاتهم في الخارج، بشرط أن يحتفظوا بمراكزهم التشغيلية والتقنية في مصر. نفخر بشراكتنا الاستراتيجية مع مؤسسة التمويل الدولية (IFC)، الوكالة الفرنسية للتنمية (Proparco)، وMSMEDA كمستثمرين رئيسيين في صندوقنا الأول. هذه الشراكات تعكس ثقة المؤسسات الدولية الرائدة في رؤيتنا وقدرتنا على تعزيز النظام البيئي لريادة الأعمال في مصر. تلقى الصندوق استثمارًا بقيمة 5 ملايين دولار من Proparco، واستثمارًا مماثلًا من مؤسسة التمويل الدولية (IFC).”

دعم الذكاء الاصطناعي والرعاية الصحية والتعاون بين الشركات

“لدينا اهتمام فعلي بدعم مشروعات الذكاء الاصطناعي. وقد استثمرنا في Widebot المتخصصة في حلول الذكاء الاصطناعي باللغة العربية، وSprints، شركة متخصصة في تأهيل الكفاءات التقنية، والتي تعتمد على نموذج “تعلم الآن وادفع لاحقًا” (Learn Now, Pay Later) وتستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لتخصيص مسارات التعلم.

نؤمن بأن التكنولوجيا المالية يمكن أن تحدث تحولًا نوعيًا في قطاعات حيوية مثل الرعاية الصحية. ومن أبرز الأمثلة على ذلك شركتان من محفظتنا: i’SUPPLY، أكبر موزع رقمي للدواء في مصر، والتي تقدمت للحصول على رخصة الإقراض الإلكتروني لتمويل الصيدليات. وMalBazaar، منصة متخصصة في ربط الأفراد بشركات التأمين الصحي والمقدمين الطبيين.

نشهد بفخر تعاونًا متزايدًا بين شركات محفظتنا. أحد أبرز الأمثلة هو التعاون بين Bokra، منصة الاستثمار الرقمي المتوافقة مع الشريعة، وi’SUPPLY، حيث تم هيكلة أول تمويل دوري قائم على الإيرادات ومتوافق مع الشريعة لدعم سلاسل الإمداد الدوائية. كما تعاونت Connect Money مع Mozare3 لإطلاق “بطاقة مزارع” الذكية، مما يعزز الشمول المالي للفئات الأقل خدمة.

أحدث شركة انضمت إلى محفظتنا هي Hamilton، التي تهدف إلى ربط التمويل التقليدي بتقنية البلوك تشين من خلال توثيق الأصول الواقعية (Real World Assets). تمثل هذه الخطوة أول استثمار لنا في هذا المجال، مما يعكس التزامنا بدعم الحلول المبتكرة التي تعيد تشكيل مستقبل التمويل.