تقدم هائل يسجله قطاع صناعة الطيران الفرنسي في الشرق الأوسط
تستعد 20 شركة فرنسية من قطاع التصميم الداخلي للطائرات وصيانتها للمشاركة في النسخة الجديدة من معرض الشرق الأوسط للتصميم الداخلي للطائرات، ومعرض ومؤتمر الشرق الأوسط لصيانة وإصلاح وتجديد الطائرات (AIME & MRO Middle East)، المقرر عقدهما بالتزامن يومي 1 و2 من شهر مارس.
هذا، وسيشهد هذا الحدث الرائد مشاركة واسعة لشركات طيران ومراكز صيانة وإصلاح وتجديد الطائرات (MRO) ومصنعي المعدات وموردين ومستثمرين من جميع أنحاء العالم بهدف تعزيز قطاعي الطيران والطائرات. مما سيمثل منصة مثالية للوفد الفرنسي المشارك للاستفادة من قطاع متجدد بفعل انتعاش الحركة الجوية العالمية، التي من المتوقع أن تتجاوز مستويات ما قبل الوباء في وقت مبكر من عام 2024، وفقًا لاتحاد النقل الجوي الدولي ( (IATA.
قطاع الطائرات والطيران يحقق نموًا ملحوظاً في منطقة الشرق الأوسط خلال العقد الماضي
إن ما يشهده قطاع الطيران في الشرق الوسط من توسع لشركات الطيران الحالية التي تعد من بين اللاعبين الرئيسيين عالميا في هذا المجال، وظهور شركات طيران منخفضة التكلفة مثل فلاي دبي والعربية للطيران وطيران ناس (فلاي ناس)، إلى جانب الاستثمارات في البنية التحتية للمطارات من خلال توسيع المطارات الموجودة وإنشاء أخرى جديدة، تعود جميعها بالفائدة على قطاع الطيران المحلي. في إطار هذا المشهد المتطور باستمرار، تتمتع شركات الطيران الفرنسية بمكانة متميزة في المنطقة، وذلك بفضل الاستثمارات ومشاريع التعاون، مثل تلك التي ربطت بين شركتا إيرباص وسافران في مجال تعاون تقني وثيق منح الصناعة المحلية في هذا المجال قدرات وتطورات جديدة.
تُعد فرنسا ثاني أكبر مورد لمعدات الطيران لدولة الإمارات، التي تمتلك أكبر أسطول للطائرات المدنية في منطقة الخليج. وتقدر صناعة الطيران في دولة الإمارات العربية المتحدة بنحو 47 مليار يورو (184 مليار درهم إماراتي)، بـ 509 من الطائرات وتمثل أكثر من 25٪ من سوق صيانة وإصلاح وتجديد الطائرات المدنية إقليميا، والتي تقدر بأكثر من 10 مليارات يورو (40 مليار درهم إماراتي).
ويتمثل أحد أبرز مظاهر العلاقة الإماراتية الفرنسية القوية في قطاع الطيران في التعاون الوثيق بين طيران الإمارات وشركة تصنيع الطائرات الأوروبية إيرباص، لتسليم 80 طائرة A350 في عام 2022. بالإضافة إلى ذلك، تعمل شركة طيران الإمارات أيضًا على تجديد أسطول طائراتها الـ 114 من نوع A380، التي تخضع 67 منها لتجديد مقصوراتها. وتشارك شركة سافران الفرنسية في هذا المشروع الذي تقدر تكلفته بمئات الملايين اليوروهات، من خلال تقديم كراسي المقصورات الجديدة. ولا بد من التأكيد على أن الشراكة بين طيران الإمارات وإيرباص قد أسهمت بشكل حاسم خلال السنوات الأخيرة في تطوير طائرة A380 ، أكبر طائرة ركاب في العالم ، التي تشغلها طيران الإمارات على مساراتها الطويلة.
حلول فرنسية متقدمي لمساعدة قطاع الطيران الإقليمي على اعتماد تقنيات جديدة لزيادة الكفاءة وتحسين قدرات تصنيع الطائرات
يتمثل الاتجاه السائد في دولة الإمارات العربية المتحدة حاليا في تخصيص الطائرات، سواء على مستوى المحركات أو التصميمات الداخلية، وهي خبرة يتميز بها المصنعون الفرنسيون للطائرات والمعدات مرتكزين في ذلك على الابتكار مثل المعدات الأخف، التمايز من خلال التخصيص، الاستخدام الأمثل للفضاء، أنظمة الترفيه والاتصال على متن الطائرات وغيرها.
وتتجسد استراتيجية الابتكار الفرنسية في أساليب تطوير المنتجات الجديدة وصيانتها ، فضلاً عن التطورات التكنولوجية التي تستخدم الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة والمحاكاة الرقمية والطباعة ثلاثية الأبعاد والصيانة التنبؤية لتحسين الطيران. وتهدف الاستراتيجية الوطنية إلى تطوير طائرة “خالية من ثاني أكسيد الكربون” بحلول عام 2035 ، والتي سيتم رصد 1.5 مليار يورو لإنجازها، مما يتماشى مع قطاع الطيران المحلي ، الذي يركز أيضًا على الاستدامة ، حيث تستثمر شركات الطيران والمطارات في التقنيات والممارسات الصديقة للبيئة. فعلى سبيل المثال، لقد حدد مطار دبي الدولي هدفه للتحول لمطار خالٍ من النفايات بحلول عام 2030، وتعمل شركة الاتحاد للطيران على تطوير وقود طيران مستدام.
من جانبها، تخطط المملكة العربية السعودية لاستثمار 356 مليار ريال سعودي (100 مليار دولار أمريكي) في قطاع الطيران على مدى عشر سنوات، مما يجعل منها مصدرا رئيسيا للفرص بالنسبة للمصنعين الفرنسيين، خاصة مع الإعلان عن إنشاء مطار الملك سلمان الجديد الذي من المتوقع أن يستوعب 120 مليون مسافر بحلول عام 2030، وكذا الإعلان عن شركة الطيران الوطنية الجديدة RIA وطلب 100 طائرة جديدة. كما تخطط المملكة لزيادة سعة الشحن الجوي إلى 5 ملايين طن سنويًا. وستعقد كل من شركة تاليس الفرنسية والخطوط الجوية العربية السعودية شراكة في عام 2023 لتوفير خدمات الصيانة والدعم لأنظمة الملاحة الجوية لشركات الطيران.
لقد أسهمت صناعة الطيران الفرنسية المتقدمة وخبرتها في مجال تصنيع الطائرات، فضلاً عن مشاركتها في تطوير البنية التحتية للطيران، في دعم نمو قطاع الطيران الإقليمي. وتعتزم الشركات الفرنسية العارضة في معرض الشرق الأوسط للتصميم الداخلي للطائرات، ومعرض ومؤتمر الشرق الأوسط لصيانة وإصلاح وتجديد الطائرات هذا العام، تعزيز قدرات شركات الطيران الدولية من خلال توفير حلول تكنولوجيا المعلومات المخصصة، فضلاً عن معدات الكشف عن الحركة الجوية ومراقبتها، والحلول المبتكرة لتخزين الطائرات والمحركات، والانتقال، والصيانة، وإعادة التدوير البيئي. كما يمكن للاعبين في هذا القطاع من الصناعة التفاعل مع الخبراء في مجالات هياكل الطائرات وأنظمة الاتصال، وهندسة تقنية الحاويات و GSE، والاختبارات والتأهيل، والبحث والتطوير ، وتصميمات المقصورة الداخلية وإدارة الحركة الجوية لتحسين سلامة وتجارب الركاب.
بشكل عام، يمكن القول أن صناعة الطيران في الشرق الأوسط تشهد نموًا وابتكارًا كبيرين، وتركز على تطوير البنية التحتية، والاستثمار في التقنيات الجديدة وتعزيز واستكشاف البدائل المستدامة. لهذا، تحرص الشركات الفرنسية على التواجد في ومعرض ومؤتمر الشرق الأوسط لصيانة وإصلاح وتجديد الطائرات لتقديم حلول جديدة من أجل تحسين الكفاءة والسلامة في هذا القطاع من الصناعة.