تقرير لـ«إريكسون» يكشف عن مستقبل الحياة الوظيفية في إفريقيا
أصدر مختبر إريكسون للمستهلك والصناعة تقرير جديد بعنوان “مستقبل الحياة الوظيفية -إصدار إفريقيا“، يكشف فيه طريقة تفاعل الموظفين وأصحاب العمل في القارة السمراء مع بيئة العمل الحالية، ووجهات نظرهم حول مستقبل العمل بعد الجائحة والتحول الرقمي وسوق العمل المتقلب.
لقد استمر نظام العمل ولفترة طويلة جداً يعتمد على قضاء الناس لكل ساعات عملهم في مكان العمل، إلا أن الجائحة كانت سبباً رئيسياً في تغيير ذلك النمط، ومن المتوقع أن تؤثر تلك التغييرات على كيفية العمل واستخدام التكنولوجيا حيث بات الجميع يدرك أن العمل قد تغير بشكل جذري الآن وأن هذا التغير سيستمر في المستقبل.
وقد أشار ما يقرب من نصف الموظفين بنسبة (51٪) المشاركين في الدراسة، إلى أنهم باتوا اليوم يتمتعون بمرونة متزايدة في نمط عملهم. كما أشار 56٪ من المشاركين في الدراسة إلى أن أن المرونة فى وقت العمل أو الموقع قد أصبحت من المتطلبات الرئيسية بالنسبة لهم، بينما ذكر 19٪ أن المرونة هي الأولوية الأهم بالنسبة لهم عند قيامهم بالبحث عن وظيفة جديدة. ويعتبر مفهوم إنجاز العمل عوضاً عن الذهاب إلى العمل، جانباً أساسياً في هذه الطريقة الجديدة في التعامل مع الحياة الوظيفية.
ومن هنا ينبغي على أصحاب العمل تبني الإدارة المرنة للكوادر البشرية وأن يدركوا أن الموظفين سيتعاملون مع مستقبل العمل بشكل مختلف، ويمكن القيام بذلك عن طريق تأسيس بيئة عمل تدعم وتمكن التعاون البشري والتواصل بشكل علني ومتسق حيث يجب على صانعي القرار فهم المسارات المفضلة للموظفين، والنظر في مدخلاتهم وتثمين إنجازات الموظف ومساهماته في عملية صنع القرار.
ومن نتائج الدراسة الرئيسية:
- المرونة هي العملة الجديدة للحياة العملية: مع استمرار نظام العمل الهجين في السيطرة على نمط العمل ينظر الموظفون إلى المرونة بوصفها ضرورة وظيفية ملحة في المستقبل، حيث يعتبر 56٪ من القوى العاملة في الأسواق التي تم البحث فيها المرونة سواء في وقت العمل أو المرونة في موقع العمل من أهم المتطلبات الرئيسية في الحياة العملية وفقا للدراسة.
- التقنيات الرقمية تعزز ثقة الموظفين: وكشفت الدراسة أن نسبة الموظفين الذين تزداد ثقتهم باستخدام التكنولوجيا تشكل 60٪ وهي نسبة أعلى بكثير من أولئك الذين يشعرون بأنها عبء عليهم والذين يمثلون 41٪.
- صناع القرار والموظفون على خلاف متزايد حول التكنولوجيا: على الرغم من أن الشركات تدرك فوائد التكنولوجيا الرقمية، إلا أن 3 فقط من كل 10 موظفين يشعرون أن لديهم إمكانية الوصول إلى الأدوات الرقمية اللازمة في العمل، وتدَعي 6 من كل 10 شركات أنها لم تقم بإعداد التكنولوجيا اللازمة لموظفيها.
- المراقبة والإشراف هي ما تتطلبه الحياة العملية الأكثر مرونة: يتوقع 70٪ من الموظفين وأصحاب العمل زيادة حصة إجمالي وقت العمل من المنزل بحلول عام 2025.
- خمسة مسارات للموظفين تشكل مستقبل العمل: الموظفون يمكن تصنيفهم في مسارات مختلفة، حيث يعطون الأولوية للاستقرار بنسبة (22٪)، والعمل القائم على المشاريع بنسبة (22٪)، والتكنولوجيا بنسبة (21٪)، والمرونة بنسبة (19٪)، والحياة المهنية بنسبة (15٪).
وفي تعليقه على نتائج التقرير، قال أندرس إيرلاندسون، رئيس مختبر الصناعة في إريكسون: “استناداً إلى النتائج التي كشف عنها تقريرنا الأخير فإنه من الواضح أن مستقبل العمل سيعتمد بشكل متزايد على حلول تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، لا سيما الاتصال المحمول عالي السرعة والمتاح على نطاق عالمي. وقد لمسنا أن الجائحة في انحسار مستمر، ولهذا أردنا دراسة التغييرات التي طرأت على نمط الحياة الوظيفية، وما إذ كان ذلك مجرد تغيير مؤقت. وقد وجدنا بشكل لا لبس فيه أن العمل عن بُعد وُجد ليبقى ويستمر، ربما ليس بنفس الوتيرة التي شهدناها أثناء الجائحة، إلا أنه لا يزال حتى الآن عند مستويات أعلى بكثير مما كان عليه قبل الجائحة”.
من جانبه، قال جاسميت سينج سيثي، رئيس وحدة مختبر المستهلك في إريكسون: “في ظل التحول الرقمي السريع الذي أحدثته الجائحة، فإن تقريرنا يسلط الضوء على فجوة مثيرة للقلق بين التكنولوجيا المتاحة اليوم في مكان العمل واحتياجات الموظفين لنظام العمل المرن. وبما أن 6 من كل 10 شركات تفتقر إلى التكنولوجيا المناسبة لموظفيها، و3 فقط من كل 10 موظفين يشعرون بأن لديهم الأدوات المناسبة في مكان العمل، فإن ذلك يشير بلا أدنى شك إلى ضرورة قيام المؤسسات بتوفير أدوات رقمية واتصال قوي يمكّن التعاون عن بُعد ويوفر المرونة، ليس فقط لتتمكن من جذب أفضل المواهب والاحتفاظ بها، بل أيضاً لكي تحافظ على وجودها في ظل المنافسة الكبيرة في عالم ما بعد الجائحة.”
والجدير بالذكر أن هذا البحث تم إجراؤه على مدار عام 2022 في خمسة أسواق في أفريقيا؛ وتم ذلك من خلال 5000 استطلاع رأي عبر الإنترنت للموظفين في جميع أنحاء مصر وكينيا والمغرب ونيجيريا وجنوب إفريقيا بالإضافة إلى 600 استبيان عبر الإنترنت و11 مقابلة متعمقة مع صانعي القرار في جميع أنحاء مصر وجنوب إفريقيا والمغرب.