تقرير يكشف عن ارتفاع ملحوظ في أعداد رواد الأعمال السعوديين
تحظى طموحات المملكة العربية السعودية الهادفة لتنويع اقتصادها بدرجة عالية من الدعم، وتحديداً من خلال تنامي أنشطة ريادة الأعمال بين مواطنيها. وبناءً على النتائج التي أظهرتها النسخة الثامنة من “التقرير الوطني للمرصد العالمي لريادة الأعمال لريادة الأعمال في المملكة 2023-2024” الذي صدر اليوم عن كلية الأمير محمد بن سلمان للإدارة وريادة الأعمال، ومركز بابسون العالمي لريادة الأعمال، والمرصد العالمي لريادة الأعمال (GEM)، فقد تم تسجيل عدد قياسي من السعوديين الذين يُعبّرون عن رغبتهم إزاء تحقيق تقدّم مرموق في ريادة الأعمال.
وتم اطلاق التقرير خلال ملتقى بيبان 24، الملتقى الأبرز عالمياً في قطاع ريادة الأعمال والمعني بتمكين البيئة الريادية في المملكة العربية السعودية لرواد الأعمال المحليين والدوليين، وتنظمه الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة “منشآت” تحت شعار “وجهة عالمية للفرص”، ويقام من تاريخ 5 إلى 9 نوفمبر في العاصمة الرياض.
انطلاق أنشطة ريادة الأعمال
يركز التقرير على تناول وعرض منظومة ريادة الأعمال المزدهرة في جميع المراحل. تكشف البيانات عن تسجيل زيادة بنحو 75% في عدد الشركات الناشئة (التي بدأت العمل منذ أقل من 42 شهراً) مقارنة بالعام 2022، لتستحوذ الآن على 25% من العدد الإجمالي للشركات. كما تحقق الشركات القائمة المزيد من الازدهار، حيث قفزت ملكية الأعمال القائمة بنسبة مذهلة بلغت 40%، لتصل إلى مستوى قياسي قدره 13%.
التأثير الاجتماعي يستحوذ على مرتبة الصدارة
يكشف التقرير عن التركيز القوي على التأثير الاجتماعي والبيئي في مشهد ريادة الأعمال السعودي، وهو اتجاه مثير للاهتمام يتماشى مع “رؤية المملكة 2030” والجهود المستمرة التي تبذلها القيادة السعودية. وفقاً لبيانات إطلاق تقرير ريادة الأعمال الوطني للعام 2023، تبيّن أن 80% من رواد الأعمال و84% من أصحاب الشركات القائمة يعطون الأولوية للأثر الاجتماعي و/أو البيئي إلى جانب تحقيق الربحية أو مواصلة النمو.
الخوف من الفشل يمثل عائقًا حقيقيًا
رغم الطفرة الطموحة في ريادة الأعمال، يعترف التقرير بوجود تحدٍ مستمر يتمثل في الخوف من الفشل. ومع أن 93% من السعوديين يعتقدون بوجود فرص كبيرة لإطلاق أعمال تجارية خاصة، فإن أكثر من 57% من هؤلاء يُعربون عن مخاوف تتعلق باحتمالية الفشل، مما يعيقهم عن بدء مشاريعهم.
بناء الجيل القادم من القادة
يقول الدكتور زيجر ديجريف، عميد كلية الأمير محمد بن سلمان للإدارة وريادة الأعمال: “تؤكد النسخة الأخيرة من تقرير ريادة الأعمال الوطني على التقدم المستمر في المنظومة الديناميكية لريادة الأعمال في المملكة. في ظل تنوع الاقتصاد الوطني، تساهم البيئة الداعمة التي أنشأتها المملكة في تحفيز نمو الشركات الصغيرة والمتوسطة. إن النتائج التي أوردها التقرير تبعث على التفاؤل، ولكنها في الوقت ذاته تذكرنا بمسؤولياتنا. ستواصل كليتنا القيام بدور رئيسي في تطوير الجيل القادم من القادة الذين يسهمون في هذا التحول، من خلال تزويدهم بالمعرفة والفكر الريادي الذي يساعدهم على تحقيق النجاح المنشود”.
وفي تعليقه على نتائج التقرير، قال البروفيسور محمد عزام رومي، رئيس فريق المرصد العالمي لريادة الأعمال في المملكة: “تأتي النتائج المتضمنة في النسخة الثامنة من تقرير المرصد لتؤكد مرة أخرى على مشهد ريادة الأعمال المزدهر في المملكة، ما يعكس التنوع المستمر لاقتصادها. إن الدعم الثابت الذي تقدمه المملكة للشركات الصغيرة والمتوسطة يعد محركاً مهماً لريادة الأعمال. ورغم أجواء التفاؤل التي تعززها نتائج التقرير، يتطلب ذلك منا مواصلة القيام بمسؤولياتنا بشكل مثالي”.
يأتي هذا التقرير كجزء من التعاون المستمر بين كلية الأمير محمد بن سلمان للإدارة وريادة الأعمال، وكلية بابسون والهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة (منشآت) لتعزيز ريادة الأعمال في المملكة، من خلال بناء منظومة متكاملة تواكب المعايير العالمية وتتيح الفرصة لرواد الأعمال المحليين والدوليين لاستكشاف إمكانات السوق السعودية المتنامية. يعكس إطلاق تقرير ريادة الأعمال الوطني خلال ملتقى بيبان 24 أهمية الحدث كمنصة دولية لاستكشاف الفرص ودعم الابتكار، ومن المتوقع أن يسهم التقرير في توفير رؤى معمقة للمستثمرين وصنّاع القرار، مما يساعد على تسريع نمو المشاريع الناشئة وتعزيز البيئة الاستثمارية في المملكة.