تمهيد الطريق لتحقيق النجاح التنظيمي عبر التنوع والشمول
بقلم: نايف العتيبي- المدير التنفيذي لدى بروڤن العربية
شهدت منطقة الشرق الأوسط فترة تحوّل حقيقي في مرحلة ما بعد جائحة كوفيد، انتقل خلالها تركيز الشركات نحو ترسيخ التنوع والشمول في مكان العمل بشكل متزايد – ليصبح مقياسًا مفيدًا للدلالة على النجاح التنظيمي. كما أصبحت الشركات أكثر إدراكًا للقيمة التي يعود بها التنوع والشمول على المؤسسة ككل.
وفي عصر ما بعد الجائحة، باتت المساهمة في النمو الاقتصادي وتعزيزه واحدة من أبرز أولويات الأعمال، فنحن نعيش حقبة تنعكس فيها التطورات التقنية والديناميكيات الاجتماعية والثقافية والمثل المجتمعية على مكان العمل. ولا شكّ في أن التنوع والشمول ليست مجرد ممارسات تطبّق على العمل وحسب، فهي أصول تدعم المؤسسات والموظفين وتساعد في تعزيز الابتكار والإبداع.
ولا تقتصر مقاييس التنوّع اليوم على النوع الاجتماعي والأصول العرقية، إذ انتقلت بيئة الأعمال لتتجاوز هذين الجانبين وأصبحت تُعنى بشمول الثقافات المتنوعة والمعتقدات والقيم والأخلاقيات المختلفة والخلفيات الاجتماعية والاقتصادية كذلك. وقد أدركت المؤسسات في المنطقة سريعًا أن قوتها ترتبط بسرعة إرساء التغيير والتحوّل من خلال الشمول ومزايا تعيين ودعم المجموعات التي تتسم بالتنوع، ولهذا فإن تشكيل فريق عمل متنوع بالفعل على كافة المستويات المؤسسية يصبح أكثر قوة كل عام، ويمثل ضرورة فعلية بالنظر إلى حصول كل فرد على الفرص ذاتها بصرف النظر عن هويته.
كما أن من المهم أن يدرك كل مجتمع قيمة الأفراد من ذوي القدرات الخاصة – ففي مجتمع شمولي ومزدهر لا بدّ للمؤسسات من تقديم الخدمات التي تلبي احتياجات ذوي القدرات الخاصة وتمكنهم من الاندماج في النظام بسلاسة، إذ إن مساهماتهم ترسّخ أسس التغيير وتعزز النسيج الاجتماعي والأخلاقي. ولكن إرساء تلك التدابير الديناميكية وتطبيقها يجب أن يتم بناءً على دراسة واعية وترتيب دقيق يساهم في حماية أفراد المجتمع – سواء في مكان العمل أو في حياتهم اليومية.
تسعى الشركات من أمثال بروڤن العربية إلى تمكين فريق العمل من الأفراد ذوي القدرات الخاصة، وذلك عبر تزويدهم بفرص الوظائف الواعدة وبيئة العمل الداعمة إلى جانب فرصة التطور والاستفادة من مهاراتهم وقدراتهم، وفقًا لتقرير انتشار معدلات الإعاقة على المستويين الوطني والإقليمي للعام 2016. فشركة بروڤن تحرص على تقدير وشمول ودعم أولئك الأفراد ضمن فريق عملها وتمكينهم من نفع المؤسسة بقدراتهم الفريدة.
التنوّع وأداء الأعمال يسيران يدًا بيد
تظهر الأدلة القائمة على الأبحاث أن التنوع والشمول يؤديان إلى تعزيز الأرباح والإبداع في المؤسسات، ما يؤدي بدوره إلى ثقافة أكثر كفاءة وقوة، حيث يقدم الموظفون على اختلاف قدراتهم وثقافاتهم وجهات نظر متنوعة وأفكارًا وتجارب فريدة تساعد في جعل المؤسسة أكثر مرونة وقدرة على الصمود في وجه الأزمات. وتقدم الأبحاث المختلفة أدلّة على كون الشركات ذات الفرق المتنوعة أكثر ابتكارًا وتحقق عائدات أعلى، ما يؤكد على أن الابتكار عامل أساسي للنمو وأن التنوع ليس مجرد مقياس وحسب – بل ركيزة ضرورية لنجاح الأعمال وتوليد الإيرادات.
التنوع والشمول عوامل أساسية لإحياء فرق العمل المعاصرة
تتجلى أهمية المرونة والتعدد أكثر من أي وقت مضى فيما تصبح أساسًا لنجاح الأعمال، حيث تتأكد قدرة فرق العمل المتنوّعة على تحقيق ذلك. وبحسب استطلاع ديلويت لجيل الألفية لعام 2018، فإن 74% من المشاركين يرون بأن المؤسسات تصبح أكثر ابتكارًا عند إرساء ثقافة الشمول. ونظرًا لأن فرق العمل المستقبلية ستتكون من جيل الألفية بشكل رئيسي، فلا بد من أن يتم التعيين وفقًا لتلك الرؤية والحرص على بقاء التنوع جانبًا أساسيًا من ثقافة الشركة – فقد حان الوقت لتغيير أنماط العمل التقليدية لتبدأ المؤسسات حوارًا متجددًا يجعل مكان العمل عصريًا وأكثر شمولية.
وتقدم عدة مؤسسات، ومنها بروڤن العربية، الدعم للموظفين من ذوي القدرات الخاصة ومن مجموعات الأقليات، فاتحة لهم الأبواب من أجل إيجاد فرص التغيير وكي تكون قدوة يحتذى بها في هذا المجال.