دراسة لفيريتاس: 99% من الشركات تبالغ في الإنفاق على السحابات العامة
كشفت دراسة بحثية أجرية بتكليف من فيريتاس تكنولوجيز، الشركة الرائدة في إدارة البيانات متعددة السحابات، أن الأكثرية من الشركات تعجز عن التقيّد بحدود ميزانياتها المخصصة لخدمات السحابات الإلكترونية. إذ أفاد 99% من المستجيبين في الاستبيان في الإمارات العربية المتحدة أن مؤسساتهم تكبدت تكاليف أعلى من تلك المرتقبة أساسًا لدى التعامل مع أحد مزوّدي خدمات السحابات العامة وأنهم يفرطون في الإنفاق بمعدّل 45%.
وفقًا للدراسة الأخيرة الصادرة عن فيريتاس، تحت عنوان “بحث حول تأمين منشأتك في بيئة متعددة السحابات الالكترونية”، والذي شملت 1،500 من صنّاع القرار في القطاع التكنولوجي وقطاع تكنولوجيا المعلومات من 12 دولة، تبيّن أن الشركات ترى قيمة فعليّة في خدمات السحابات العامة، حيث اتفق 100% من المستجيبين على أنّ اللجوء إلى مزودي خدمات السحابات الالكترونية وما يقدمونه من أدوات يعود بالنفع على مؤسساتهم، من خلال تعزيز المرونة وقابلية التوسّع والقدرة على الحركة.
في المقابل، تخطّط مؤسسات كثيرة لميزانياتها المخصصة للسحابات الالكترونية من دون الانطلاق من فهم كامل لما سيتوجب عليها أن تدفع ثمنه في نهاية المطاف. فعلى سبيل المثال، اعتقد أغلبية المستجيبين (97%) في الإمارات العربية المتحدة أن مزودي خدمات السحابات الالكترونية سيكونون مسؤولين عن حماية بعض من أصولهم المخزنة في السحابات. لكن قلّما يصح ذلك نظرًا لأن معظم مزودي الخدمات يوضحون تمامًا أنهم فيما يتحملون مسؤولية ضمان قدرة السحابة على مواجهة أي صدمات، إلا أن مسؤولية البيانات والتطبيقات المخزنة في السحابة تبقى على عاتق العميل.
وهذا تمييز هام نظرًا لأن الدراسة قد أبرزت أن البيانات المخزنة في السحابة هدف جاذب جدًا لمرتكبي الهجمات السيبرانية. إذ تفيد المعلومات الخاصة بالإمارات العربية المتحدة، بأن 95% من المستجيبين تعرضوا لهجوم بواسطة برامج الفدية استهدف بيئات السحابات التي يستخدمونها في الأشهر الـ 12 الماضية.
أمّا سوء الفهم القائم بشأن نموذج توزّع المسؤوليات عن السحابات الإلكترونية فيعني أن الكثير من الشركات لم تدرج ضمن الشروط التي تفرضها على الأطراف الثالثة جانب حماية البيانات، وأنها تترك بياناتها الحساسة عرضة للهجمات المنفذة بواسطة برامج الفدية، وغير ذلك من الحوادث التي تؤدي إلى فقدان البيانات. إذ إن أكثر من نصف (52%) الشركات في الإمارات العربية المتحدة قد فقدت بعضًا من بياناتها نتيجة الاعتماد حصرًا على أدوات النسخ الاحتياطي المدمجة في الحلول التي يوفرها مزودو خدمات السحابات الالكترونية الذين يتعاملون معهم. كما وافق 77% من المستجيبين ذاتهم على أن الخدمات التي يقدّمها مزودو الخدمات حاليًا لا ترتقي إلى مستوى الاحتياجات الأمنية التي تخصّ منظماتهم.
بالتالي، ليس من المفاجئ ربما أن دراسة قد كشفت على أن الاحتياجات غير المرتقبة على مستوى حماية البيانات كانت أكبر مصدر للتكاليف السحابية غير المتوقعة وفقًا للمستجيبين، حيث أن 44% منهم تحدثوا عن أن جانب النسخ الاحتياطي واسترداد البيانات هو أكثر جانب مسؤول عن الإفراط في الإنفاق.
في هذا السياق، صرّح رمزي عيتاني، المدير الإقليمي لفيريتاس، قائلًا: “تشكّل الإمارات العربية المتحدة مركزًا عالميًا للتحوّل الرقمي وهي الدولة الرائدة في مجال اعتماد خدمات السحابات العامة في العالم. ومع ذلك، مع كل حلّ جديد تعتمده المنظمات المختلفة في رزمها التكنولوجية، تضاف تعقيدات جديدة. لذلك، تظهر دراستنا الأخيرة الصادرة عن فيريتاس إلى أي حد تجعل هذه التعقيدات المنشآت والشركات في الإمارات العربية المتحدة معرضة للإنفاق المفرط على الحلول السحابية العامة. وفيما يزداد الوعي لدى المستجيبين في الإمارات العربية المتحدة بمخاطر استخدام الأدوات التي يوفّرها مزود الخدمات السحابية لأغراض الحماية، تقضي الخطوة القادمة بإعادة تقييم استراتيجيتهم والحرص على مراعاة مساعي حماية البيانات التي يبذلونها وتقديرها جيدًا لدى وضع ميزانياتهم من البداية”.