«كورسيرا»: 1,102% معدلات التسجيل ببرامج الذكاء الاصطناعي التوليدي في الإمارات
أطلقت “كورسيرا”، إحدى أكبر منصات التعليم عبر الإنترنت في العالم، النسخة السادسة من “تقرير المهارات العالمية”، الذي سلط الضوء على وجود زيادة سنوية ملحوظة بنسبة 1,102% في معدلات التسجيل ببرامج ودورات الذكاء الاصطناعي التوليدي في دولة الإمارات، متجاوزةً النمو السنوي البالغ 861% في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا و1,060% على مستوى العالم. ومع استمرار الذكاء الاصطناعي في إحداث التحول في المهارات والعمل، تعكس هذه الزيادة في الطلب الاهتمام المتزايد بين أوساط المتعلمين في دولة الإمارات بتطوير الكفاءة في مجالات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة.
واستناداً إلى البيانات والمعلومات المستقاة من أكثر من 148 مليون متعلم، و7000 مؤسسة، ومحتوى من 325 من الجامعات والمؤسسات الرائدة في العالم، كشف التقرير أن دولة الإمارات حافظت أيضاً على قوتها في مهارات الأعمال، لتحتل المرتبة الثانية على مستوى العالم، مشيراً إلى تصدرها منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في إتقان المهارات بشكل عام. وأظهر التقرير أيضاً زيادة سنوية ملحوظة بنسبة 27% في عدد المتعلمين من دولة الإمارات الذين يركزون على بناء الكفاءة في المهارات الرقمية وتعزيز آفاق مسيرتهم المهنية.
وأكد “تقرير المهارات العالمية 2024” على بروز معرفة الذكاء الاصطناعي كأهمية عالمية متزايدة، مع إعطاء الدول الأولوية للاستثمارات في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي كمحرك رئيسي لتسريع نمو قاعدة المواهب المعنية بالذكاء الاصطناعي وإعداد الاقتصادات لمواكبته والتعامل معه.
وأبدت دولة الإمارات، التي تحتل الآن المركز الثالث عالمياً في قطاع الذكاء الاصطناعي، بعد الولايات المتحدة والصين، رغبة قوية في اكتساب المهارات الرقمية حيث يستعد المتعلمون لتأثير الذكاء الاصطناعي على حياتهم المهنية. وأرجع التقرير الزيادة الكبيرة في معدلات التسجيل بدورات الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى تضافر الجهود التي تبذلها الشركات والحكومات ومؤسسات التعليم العالي لوضع الأسس لتنمية المهارات والابتكار.
وتأتي هذه الجهود متماشية مع استراتيجية الإمارات الوطنية للذكاء الاصطناعي 2031، والتي تهدف إلى ترسيخ مكانة الإمارات كدولة رائدة عالمياً في قطاع الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2031.
وفي ضوء تعرض ثلثي الوظائف على مستوى العالم للأتمتة، يعمل المتعلمون في دولة الإمارات على تعزيز مهاراتهم الأساسية في الذكاء الاصطناعي من خلال الالتحاق بدورات تدريبية، مثل “مقدمة إلى الذكاء الاصطناعي التوليدي” من “جوجل”، و”هندسة الأوامر لـ شات جي بي تي” من جامعة فاندربيلت، و”الذكاء الاصطناعي التوليدي مع نماذج اللغات الكبيرة” من DeepLearning.AI. وحدد التقرير أهم المهارات للمتعلمين في دولة الإمارات، والتي تشمل تنمية المهارات القيادية، والمرونة، و”البلوك تشين”، وأنظمة سلاسل التوريد، بما يجهزهم لشغل وظائف مثل مدير العمليات، ومدير مشاريع تكنولوجيا المعلومات، ومحلل الأعمال.
وقال قيس الزريبي، المدير العام لشركة “كورسيرا” في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا: “تماشياً مع رؤية الإمارات الرامية إلى أن تصبح واحدة من الدول الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2031، تعمل الدولة على تسريع إتقان تطبيقات الذكاء الاصطناعي لسد فجوات نقص المهارات وبناء كوادر بشرية تنافسية. يمثل الذكاء الاصطناعي فرصة العمل الأهم بالنسبة للكوادر الماهرة في الإمارات، وهو ما يتجلى من خلال نمو معدلات التسجيل ببرامج ودورات الذكاء الاصطناعي التوليدي. ومع دمج الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات، ستكون برامج التدريب المتخصصة أمراً بالغ الأهمية في رعاية المواهب الماهرة وزيادة مساهمتها بشكل كبير في دفع عجلة النمو الاقتصادي للدولة”.
وصنف “تقرير المهارات العالمية 2024” الإمارات في المرتبة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وفي المرتبة 34 عالمياً من حيث إتقان المهارات بشكل عام في مجالات الأعمال والتكنولوجيا وعلم البيانات. ومع إحرازهم لنسبة مرتفعة في مهارات الأعمال (99%)، ضاعف المتعلمون في الإمارات كفاءاتهم في علم البيانات (55%) مقارنة بعام 2023 (24%). ومع ذلك، ورغم التقدم الملحوظ، فإن إتقان المهارات التكنولوجية (42%) ما زال مجالاً يحظى بأهمية بالغة للنمو. كما صنف التقرير دولة الإمارات في المرتبة الثالثة عالمياً من حيث تدريب أعلى نسبة من كوادرها البشرية على منصة “كورسيرا”، الأمر الذي يعكس التزاماً قوياً بتوفير فرص للأفراد للتكيف والنجاح في مواجهة التغيير.
وأشار التقرير إلى ارتفاع معدلات التسجيل في الشهادات الاحترافية في الإمارات بنسبة 40% على أساس سنوي، مع وجود إقبال كبير على مجالات مثل تحليل البيانات، وإدارة المشاريع، والتسويق الرقمي والتجارة الإلكترونية، ومع ذلك، ومع سعي 82% من العاملين في دولة الإمارات إلى الحصول على المزيد من التدريب لتعزيز ثقتهم المهنية، فإن المزيد من تطوير المهارات المرتبطة بالوظائف يبقى أمراً بالغ الأهمية.
ولغاية الربع الأول من عام 2024، يوجد في دولة الإمارات أكثر من مليون متعلم على منصة “كورسيرا”، بمتوسط عمر يبلغ 35 عاماً. ومن بين هؤلاء المتعلمين، 33% من النساء، بما في ذلك 27% في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.
والجدير بالذكر أن 42% يتابعون تعليمهم عبر الأجهزة المحمولة. ومع النمو الكبير في معدلات الالتحاق بالبرامج والدورات التدريبية، يستثمر المتعلمون في دولة الإمارات بشكل متزايد في تعليمهم استعداداً لشغل الوظائف الرقمية، لا سيما في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، وعلم البيانات، وغيرها من المجالات الأخرى.