7.47 مليارات دولار أرباحًا صافية لـ«META» في الربع الأول من 2022
لكنّ نموّها المستقبلي يواجه ظروفًا معاكسة..
استقطبت «META» مستخدمين جدداً لشبكاتها الاجتماعية وحققت الشركة التي تضم فيس بوك وإنستجرام أرباحًا ربع سنوية فاقت التوقعات في ظل ظروف اقتصادية وسياسية دقيقة، من المنافسة التي تشكلها منصة تيك توك إلى الحرب في أوكرانيا.
وحققت المجموعة التي تتخذ من ولاية كاليفورنيا الأمريكية مقراً أرباحاً صافية قدرُها 7.47 مليارات دولار في الربع الأول من السنة الحالية، أي بتراجع نسبته 21% على أساس سنوي، فيما زادت إيراداتها بنسبة 7 في المئة مقتربةً من 28 مليار دولار.
لكنّ أبرز ما في نتائجها أنها أظهرت عدم فقدانها مستخدمين مجدداً.
ففي فبراير الفائت، أقرّت ميتا بأنها فقدت للمرة الأولى نحو مليون مستخدم يومي نشط.
وفي نهاية مارس، بلغ عدد مستخدمي فيسبوك اليوميين النشطين 1.96 ملياراً، فيما يستخدم نحو 3.64 مليارات شخص في كل أنحاء العالم واحدة على الأقل من منصات المجموعة (فيس بوك وإنستجرام ومسنجر وواتساب) كل شهر، وهو ما يمثل زيادة طفيفة.
إلا أن “نمو مستخدمي فيس بوك يشهد ركوداً”، بحسب ما لاحظت المحللة في “إي ماركتر” ديبرا أهو ويليامسن.
وإذ رأت أن “مهمة محرّك نموّ (المجموعة) باتت تقع تالياً على إنستغرام” ، أشارت إلى أن عدد مستخدمي منصة الواقع الافتراضي “هورايزن وورلدس” (Horizon Worlds) التابعة للمجموعة “يقتصر في هذه المرحلة على مئات الآلاف” فحسب، رغم ما تثيره مشاريع تطوير عالم “ميتافيرس” من ضجة إعلامية.
وتحتل ميتا المرتبة الثانية في العالم من حيث حجم الإعلانات على شبكاتها، تواجه في المستقبل القريب الكثير من الظروف المعاكسة.
فالقواعد التي فرضتها آبل العام الفائت – لمنع التطبيقات من جمع بيانات المستخدمين من دون إذن لأغراض إعلانية – ستؤثر سلباً على نتائجها المالية.
ورأت المحللة في “إنسايدر إنتيليجنس” جازمين إينبرج أن هذه المشكلة “معطوفة على صعود تيك توك، ومخاوف العلامات التجارية (المُعلِنة) في شأن المنشورات الإشكالية على الشبكات الاجتماعية والتغيّر في سلوك مستخدميها”، تشكّل عوامل “كفيلة إحداث اضطراب في عائدات ميتا الإعلانية”.
ولاحظت أن “المعلنين مستمرون مع ذلك في استخدام فيسبوك وإنستجرام للتوجه إلى جمهورهم الكبير”.
ويواصل تطبيق تيك توك المنافس الواسع الشعبية قضم نسب من مستخدمي أبرز المنصات الأخرى، على غرار يوتيوب وإنستجرام، مما دفع هاتين الشبكتين إلى استنساخ صيغة تيك توك الناجحة من خلال اتاحتهما للمستخدمين نشر مقاطع فيديو قصيرة مسلية، من خلال “يوتيب شورتس” و”ريلز” من إنستجرام.
وإذ أقرّ رئيس ميتا مارك زوكربيرج في لقاء جماعي عبر الهاتف مع المحللين بأن اعتماد صيغة مقاطع الفيديو القصيرة “لم يحقق بعد إيرادات كبيرة”، أكّد أن المجموعة متفائلة في هذا الصدد.
وتوقعت مديرة العمليات شيريل ساندبرج أن “يستغرق الأمر سنوات عدة، على نحو ما حصل بالنسبة إلى نسق الـستوريز” المستنسخ من نسق مماثل ابتكرته شبكة سنابتشات ويتيح نشر قصص موقّتة تزول بعد وقت معين.
وستعاني ميتا في 2022، كجارتها جوجل ، من المقارنات مع عام 2021 الذي شهد ازدهاراً لاستخدام الإنترنت بفعل جائحة كوفيد-19.
كذلك وظفت الشركتان بكثافة، إذ بات أكثر من 77800 شخص يعملون في ميتا، أي بزيادة 28 في المئة خلال عام واحد.
ولا يتوقف الأمر عند هذا الحدّ، إذ دعا زاكربرج المهندسين الذين يرغبون في بناء “ميتافيرس” “والعمل على مشاريع ذكاء اصطناعي مذهلة” للانضمام إلى مجموعته.
وقال “أعرف أن بعض الناس ينتقدون النموذج الإعلاني لكنه يولّد الكثير من القيمة للشركات والأشخاص حول العالم. أولئك الذين يؤمنون به ويريدون أن يجعلوه ينمو، أريدهم هنا أيضاً”.
وإضافة إلى تغييرات آبل، يتعين على الشبكات الاجتماعية أن تتكيف مع القوانين الأوروبية الجديدة.
وفي موازاة عدم التوصل إلى حل بعض النزاعات المتعلقة بالتشريعات الأوروبية في شأن البيانات الشخصية، والتي تعود إلى عام 2018، أقر الاتحاد الأوروبي أخيراً تشريعاً “تاريخياً” هو قانون الخدمات الرقمية، يٌلزم المنصات إزالة المحتوى غير القانوني والتعاون مع السلطات.
وفوق كل ذلك، تعاني المجموعة الأمريكية تبعات التضخم الذي يدفع المعلنين إلى التقشف في موازناتهم، في حين أدت الحرب في أوكرانيا إلى حظر فيس بوك وإنستجرام في روسيا، ولم تعد الشبكتان تنشران الإعلانات الروسية في العالم بشكل عام.
لذلك تتوقع ميتا “إيرادات تراوح بين 28 مليار دولار و30 مليار دولار في الربع الثاني من عام 2022″، أي من دون تغيير عما كانت عليه إيراداتها في الفترة نفسها من العام المنصرم (29 مليار دولار).
Tech-News- أ ف ب