الثقة بالأعمال ودورها في مساعدة الشركات الصغيرة والمتوسطة على مجابهة التحديات
بقلم: جيرهارد هارتمان- نائب رئيس المشاريع متوسطة الحجم في سايج الشرق الأوسط وإفريقيا
تُعد الشركات الصغيرة والمتوسطة ركيزة أساسية في الاقتصاد المحلي، الأمر الذي ينعكس إيجاباً على النمو الاقتصادي خلال الأشهر القادمة.
وفي حين أن الشعور بالثقة لن يضمن وحده نجاح المشاريع أو الأعمال، فإن رواد الأعمال وأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة الذين يشعرون بالتفاؤل حيال شركاتهم يتفوقون في العادة على نظرائهم الذين تسودهم روح التشاؤم.
لقد تحلّت الشركات الصغيرة والمتوسطة، التي تمثل ثلثي فرص العمل حول العالم وتولّد أكثر من نصف الناتج المحلي الإجمالي العالمي، بالمرونة والثقة في وجه التحديات. لكن وفقاً لدراسة بحثية عالمية أجرتها سايج بعنوان “شركات صغيرة، فرص كبيرة؟”، حذرت تلك الشركات من ارتفاع التكاليف وأكدت على ضرورة تعزيز الدعم الحكومي ووجود خيارات تمويل أفضل للحدّ من تداعيات هذه التحديات خلال الاثني عشر شهراً القادمة.
إن أصحاب الشركات الصغيرة والمتوسطة الواثقين بمنتجاتهم ومشاريعهم يتمتعون بمرونة وإصرار أكبر في مجابهة العوائق، وإن هذا الشعور بالثقة سينعكس على الآخرين بالتأكيد، وسيشجع الموظفين والعملاء والموردين والبنوك على الاصطفاف خلف تلك الشركات ودعم رؤيتها وأهدافها. ويعتبر رواد الأعمال الواثقون أكثر قدرة على تعزيز نمو أعمالهم مقارنة بالذين يلجؤون إلى الاستراتيجيات الدفاعية، حتى لو اضطر بهم الأمر إلى الخروج من منطقة الراحة التي تعودوا عليها.
لا شك أن الظروف الحالية زاخرة بالتحديات، ولا يمكننا أن نلوم أصحاب الشركات الصغيرة والمتوسطة الذين يبحثون عن الطرق الأمثل للمحافظة على إيجابيتهم في ظل الأزمات المستمرة. وفي هذا السياق، يتوفر العديد من الأدوات والأساليب التي تساعد أصحاب هذه الشركات على التكيف وتعزيز ثقتهم وثقة فرقهم.
احتفِ بنجاحاتك وإنجازاتك
تكمن إحدى أهم الطرق الناجعة لتعزيز الثقة بالأعمال في مواصلة سرد قصص إيجابية حول مشروعك وإنجازاتك وتطلعاتك المستقبلية. ابدأ الآن بتحديد رؤيتك وأهداف أعمالك إن لم تبدأ بالفعل، ولا تخشَ من الأحلام الكبيرة، وتخيّل الأثر الذي سيحدثه مشروعك على العملاء.
احرص على الاحتفاء بإنجازاتك دائماً وضع لنفسك أهدافاً طموحة. وعوضاً عن الاستمرار في التفكير بالماضي، خصص وقتك وقدراتك للمستقبل الذي تريد صناعته. لا تفكّر طويلاً بالظروف التي لا يمكنك التحكم فيها، مثل أسعار البترول وأسعار الصرف وغير ذلك، بل ركز على الطرق الأمثل لإدارة المخاطر وتحويلها إلى فرص.
لقد شهد معظم رواد الأعمال حول العالم مراحل كثيرة من الفشل في مشاريعهم، مثل فقدان العملاء، وانخفاض الثروات بسبب تغير أسعار العملات، وعدم التوفيق في توظيف الأشخاص المناسبين وغير ذلك. لكن ما يجعلهم ناجحين هو النهوض والتغلب على الفشل بسرعة والتعلم من الأخطاء والاعتراف بها، وهذه الخطوات هي التي تبلور مسيرتهم التنموية.
احرص على التعلم المستمر
إن انعدام التطور على الصعيدين الشخصي والمهني خلال فترة طويلة من الزمن سيؤثر على ثقة أعمالك، لكن تطوير النفس والاستثمار في تطوير الأعمال بشكل مستمر يشكلان الطريقة الأمثل لتعزيز هذه الثقة. وإن أكثر المؤسسين وأصحاب الأعمال نجاحاً هم الذين يستثمرون في أنفسهم ويطورون مهاراتهم ومعلوماتهم باستمرار على الصعيدين الشخصي والمهني، فهم يشاركون في المساقات التعليمية والندوات التثقيفية، ويستفيدون من المستشارين والموجهين، ويستمعون إلى آراء موظفيهم، ويجدون طرقاً ناجعة للخروج من دائرة الراحة والتعامل بشجاعة مع الصعوبات. كما أن اكتساب مهارات جديدة يساعدك على تعزيز ثقتك في عالم الأعمال.
إن الثقة بالأعمال ليست أداة سحرية تخلصك من جميع الظروف الخارجية ونقاط الضعف الداخلية التي تعاني منها شركتك. لكن هذه الثقة تعزز الشعور الإيجابي لدى أصحاب الشركات وتسهل عليهم مجابهة التحديات واتخاذ الخطوات البنّاءة لمعالجتها.