الذكاء الاصطناعي

جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي تحتفي بخمس نساء إماراتيات رائدات

تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة بيوم المرأة الإماراتية في 28 أغسطس من كل عام منذ العام 2015 وذلك انطلاقاً من رؤية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الكتبي، لتقدير المرأة الإماراتية وتمكينها. ويظهر هذا اليوم الدور الفاعل الذي تضطلع به النساء في دفع عجلة التقدّم في جميع المجالات في دولة الإمارات العربية المتحدة.

وفيما يحتفي يوم المرأة الإماراتية بجهود كل امرأة إماراتية ويكرّمها على تفانيها وثباتها وطموحها وإنجازاتها، تحرص جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي على تسليط الضوء على نساء إماراتيات رائدات في مختلف مجالات الذكاء الاصطناعي، مثل معالجة اللغات الطبيعية والاستخدام المسؤول لتقنيات الذكاء الاصطناعي. إذ تضمّ الجامعة حالياً 34 طالبة إماراتية من أصل 381 طالباً وطالبة من 49 دولة، أي 30 في المئة من الإناث و70 في المئة من الذكور.

نسلط الضوء في ما يلي على خمس نساء إماراتيات رائدات من طالبات جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي وخريجاتها وأعضاء هيئتها التدريسية ممن يحدثن تأثيراً إيجابياً في المجتمع ويشكّلن مصدر إلهام النساء الأخريات في دولة الإمارات وفي مجال التقنيّات الرقمية حول العالم للسعي وراء تحقيق أحلامهن.

  1. فاطمة الخوري، طالبة دكتوراه في مجال تعلّم الآلة، جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي

حصلت الطالبة فاطمة الخوري على شهادة الماجستير في تعلُّم الآلة من جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي في يونيو 2024 بعد أن حازت شهادة ماجستير في البنى التحتيّة الأساسية المستدامة من جامعة خليفة. وقد ساعدها عملها كخبيرة في البحث والتطوير في شركة الاتحاد للقطارات على اكتساب خبرة بحثية وعمليّة واسعة في مجال هندسة النقل.

تتابع فاطمة حالياً دراستها للحصول على شهادة الدكتوراه في تعلُّم الآلة في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، وذلك لتتمكّن من مواصلة بحثها حول تصميم نموذج محوّل يساهم في تعزيز قدرة المركبات ذاتية القيادة على التعرف بدقة على إشارات المرور، ما يشكّل عنصراً أساسياً لتطوير مركبات تكون قادرة على التعرف على إشارات المرور وفهمها مباشرة، لضمان قيادة آمنة وفعّالة.

وقد استفادت الخوري من مجموعة من البيانات الدقيقة الصادرة عن مركز النقل المتكامل في أبوظبي، ومن مجموعة كبيرة من البيانات الألمانية المتاحة للجمهور، وذلك لتعليم الخوارزمية كيفية استخراج البيانات والمتغيّرات التي تساعد المركبات على فهم إشارات المرور من زوايا مختلفة وفي مستويات متنوّعة من الإنارة والظل وانعكاس الضوء، حتى إن كانت تلك الإشارات بالقرب من إشارات أخرى. ولا تزال فاطمة تسعى بشغف لخدمة وطنها وتسخير إمكانات الذكاء الاصطناعي وتعلُّم الآلة لمواجهة التحديات المتعلقة بالنقل والبنية التحتية الأساسية في الدولة.

  1. الدكتورة حنان الدرمكي، أستاذة مساعدة في قسم معالجة اللغات الطبيعية، جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي

تبوّأت الدكتورة حنان الدرمكي منصب أستاذة مساعدة في قسم معالجة اللغات الطبيعية بجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي في عام 2022، وهي خبيرة في معالجة اللغات الطبيعية وتعرُّف الآلات على الكلام وتلخيصه. وهي تسخر خبرتها في علوم الحاسوب وهندسة البرمجيّات والإحصاءات من أجل استكشاف حلول متنوّعة قائمة على الذكاء الاصطناعي، كالتعلّم غير الخاضع للإشراف ونقل التعلُّم والإشراف على تعلُّم الآلة عن بُعد، لتكييف نماذج التعرّف على الكلام والنصوص باللغات واللهجات التي تفتقر إلى الموارد.

يُذكر أن الدكتورة الدرمكي تعمل حاليًا على تقنيات معالجة الكلام باللغة العربية الفصحى ولهجاتها العامية، ولا سيما اللهجات الإماراتية المحكيّة، وذلك بهدف توثيق تنوُّع اللهجات الإماراتية وتعزيز تمثيلها في نماذج الذكاء الاصطناعي. كما تعمل على معالجة اضطرابات الكلام واللغة، كالتأتأة وتأخر النطق، ومعالجة لغة الإشارة.

هذا وتستمتع بتعليم الطلاب ومساعدتهم على إجراء بحوث دقيقة وثرية. وهي تمثل جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي في اللجنة التوجيهية لمؤتمر الإمارات لأبحاث طلبة الدراسات العليا، وهو فعالية سنوية تضم خبراء متعددي التخصصات وتتيح لطلاب الدراسات العليا مشاركة أبحاثهم مع أقرانهم، والحصول على التعليقات والملاحظات والآراء الأكاديميّة، والتواصل المهني مع الجامعات في الإمارات وشركائها الدوليين.

  1. مها البلوكي، طالبة ماجستير في معالجة اللغات الطبيعية، جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي

مها البلوكي طالبة من الطلاب المتفوقين في برنامج الماجستير في معالجة اللغات الطبيعية في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي. وهي تعالج في رسالتها الأمثال العربية التي تشكل تراثاً ثقافياً غنياً، وذلك من خلال تصميم نموذج لغوي كبير يساهم في الحفاظ على اللغة العربية وتراثها الثقافي، ولا سيما الأمثال الإماراتية.

وقد كرّست مها الكثير من وقتها لإجراء البحوث حول معالجة اللغة العربية الطبيعية باستخدام نموذج لغوي أصدره باحثون في شركة “جوجل” في أكتوبر 2018 يُعرَف باسم “تمثيلات التشفير ثنائية الاتجاه من المحولات” (BERT). وقد نجحت في تحقيق إنجازات باهرة في هذا المجال المتشعّب من خلال تكييف النموذج مع اللغة العربية، ما ساهم في تحسين مهام مختلفة، كتحليل المشاعر والترجمة الآلية.

تُعَدُّ مها رائدة في مجال التعرّف البصري على الحروف العربية، إذ تعمل على معالجة التحديات التي تفرضها الكتابة العربية بحروفها المتصلة وتشكيلها، وذلك من خلال استخدام تقنيات التعلّم العميق لتعزيز دقة أنظمة التعرف البصري على الحروف وكفاءتها وتعزيز آليات رقمنة الوثائق العربية وآليات الحفاظ عليها.

  1. ميثاء الشحي، طالبة ماجستير في تعلُّم الآلة، جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي

تركزّ ميثاء الشحي، وهي طالبة ماجستير بدوام كامل في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، على تعزيز استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي بطريقة أخلاقية ومسؤولة. وقد تم تكريمها تقديراً لالتزامها بالابتكار الذي يراعي المعايير الأخلاقية في مجال الذكاء الاصطناعي كواحدة من أبرز المبدعين الذين عملوا على سحابة مجموعة “جي 42″، والتي عملت عليها كمتخصصة في أنظمة الأتمتة والإدارة.

تسعى ميثاء في البحوث التي تجريها في الجامعة إلى إنشاء أنظمة تستفيد من البيانات لتحسين قدرة تقنيات الذكاء الاصطناعي على مراعاة السياق، ما يساهم في بتعزيز موثوقيتها وقدرتها على مراعاة السياق والتكيُّف مع سيناريوهات مختلفة. كما تحرص على تصميم هذه التقنيات بناءً على المبادئ الأخلاقية، وذلك من أجل تعزيز حوكمة الذكاء الاصطناعي وتخفيف مخاطره، بما يتماشى مع استراتيجية الإمارات الوطنية للذكاء الاصطناعي التي تعطي الأولوية لتطوير الذكاء الاصطناعي بطريقة مسؤولة ومستدامة لدفع عجلة التقدّم في مختلف القطاعات.

 تطمح ميثاء إلى رسم معالم مستقبل يخدم فيه الذكاء الاصطناعي الإنسانية، وهي تحرص على تعزيز الشفافية والإنصاف والشمولية في تقنياته. كما تأمل بإلهام الجيل الجديد من المبدعين وتمكينه لاستخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة أخلاقية وهادفة.

  1. وفاء الغلابي، طالبة دكتوراه في تعلُّم الآلة، جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي

حازت وفاء الغلابي شهادة الماجستير في تعلُّم الآلة من جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي ثم عادت لتكمل دراستها وتحصل على شهادة الدكتوراه. وهي تركّز في بحوثها على استغلال جميع إمكانات الذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي، مستندة إلى التطورات الجديدة في التصوير التشخيصي الطبي من أجل تعزيز دقة التشخيص وتحسين نتائج المرضى.

ولا يقتصر عمل وفاء على إجراء البحوث ونشر الأوراق البحثية في المؤتمرات الرائدة في مجال الطب والذكاء الاصطناعي، فهي أيضاً رائدة أعمال شاركت في تأسيس شركة ناشئة تقدّم حلولاً قائمة على الذكاء الاصطناعي لقطاع الرعاية الصحيّة. وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الشركة فازت مؤخراً بالمركز الأول خلال الفعالية التي نظمّها مركز جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي لحضانة وريادة الأعمال لعرض مقترحات المشاريع على لجنة تحكيم من شركة “مايكروسوفت”.

الجدير بالذكر أن نجاح شركة وفاء يُعتبر أكثر من مجرّد إنجاز شخصي، فهو يعكس رؤية قيادات دولة الإمارات المتمثلة في تمكين المرأة من الارتقاء بمكانتها وتعزيز دورها القيادي والمساهمة في خدمة وطنها والتألّق في مجال عملها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى