فتح باب التسجيل في مبادرة «مهارات المستقبل للجميع»
أعلنت مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي عن فتح باب التسجيل للمشاركة في مبادرة “مهارات المستقبل للجميع” التي تندرج تحت مظلَّة “مشروع المعرفة”.
وأُطلِقَت هذه المبادرة الرائدة بالشراكة مع “كورسيرا”، إحدى أكبر منصات التعليم عبر الإنترنت في العالم. وتُقدِّم المبادرة برامج تعليمية من شأنها أن تُحدث تحولاً نوعياً في حياة آلاف المواطنين في منطقة الدول العربية من خلال تحسين وصقل مهاراتهم ومساعدتهم على اكتساب مهارات جديدة، ما يُسهم في إعدادهم لوظائف المستقبل ويدفع عجلة النمو الاقتصادي المستدام في المنطقة.
وتستعين هذه المبادرة الرائدة بمفهوم الدورات المفتوحة عبر الإنترنت (MOOCs) لتعزيز قدرات المشاركين على إيجاد فرص عمل أفضل وتعزيز مهاراتهم الشخصية والرقمية والوظيفية، ما يُمكّنهم من تلبية الاحتياجات والمتطلبات الديناميكية لسوق العمل حاضراً ومستقبلاً. وتشمل المبادرة حالياً تسع دول عربية هي الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر والأردن ولبنان والعراق والمغرب والجزائر وتونس. وفي إطار المرحلة الأولى، تسعى المبادرة لتشمل 6000 متعلم من الدول العربية لقيادة ثورة المهارات، مع الطموح للوصول إلى مليون متعلم في السنوات القادمة. وتتوافر البرامج والدورات باللغة العربية والإنجليزية والفرنسية، ما يضمن وصولها لأكبر شريحة ممكنة من المتعلمين. وإضافة إلى ذلك، تُوفِّر المبادرة وصولاً حصرياً إلى برامج تدريب صمّمتها مجموعة من الشركات الرائدة أبرزها “غوغل” و”ميتا” و”آي بي إم”. وتُلبي برامج المبادرة احتياجات جمهور واسع، ابتداءً من المتحمسين الشباب، مثل الخريجين الجدد والباحثين عن فرص عمل والعقول المبتكرة، وصولاً إلى المهنيين المتمرسين الذين يخوضون غمار التغيّر التكنولوجي، مثل العاملين في الشركات التي تنشط في مجال التعليم التقني والتدريب التقني.
وقال جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة: “نُعرب عن فخرنا بفتح باب التسجيل لمبادرة “مهارات المستقبل للجميع” التي تدعم نهجنا في تعزيز التعلّم مدى الحياة. ونؤكِّد أهمية هذه المبادرة في إتاحة فرص التدريب أمام المشاركين، ما يضمن قدرتهم على المنافسة والتكيف في عالم يتَّسم بسرعة التحول والتغيير. وتأتي هذه الخطوة في سياق إيماننا بضرورة الاستعداد والتأهب لمواكبة التغييرات الجارية من خلال صقل المهارات الحالية واكتساب مهارات جديدة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. وتأتي المبادرة في توقيت بالغ الأهمية، يشهد فيه العالم تغييرات متعاقبة في سوق العمل خاصةً في ظلّ الانتشار والتطور غير المسبوق للذكاء الاصطناعي، حيث تسهم في تزويد أبناء منطقتنا العربية بالمهارات الضرورية لتعزيز آفاقهم المهنية والفرص المتاحة لهم. ويعكس هذا التعاون رؤية دولة الإمارات في دفع عجلة التقدم والابتكار، وتعزيز التعلّم مدى الحياة وتمكين الأفراد معرفياً وتزويدهم بالمهارات التي تُعزز جاهزيتهم للمستقبل، ويجسد التزام الإمارات بدعم التنمية في المنطقة العربية وتعزيز أواصر التعاون وتطوير مسارات تبادل المعرفة عالمياً. ونتطلع إلى الارتقاء بتعاوننا المثمر مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وكورسيرا لإرساء دعائم بيئة تضمن النجاح للجميع في عصر الرقمنة”.
وقال الدكتور هاني التركي، كبير المستشارين التقنيين ومدير مشروع المعرفة في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي: “إنَّ مبادرة “مهارات المستقبل للجميع” فرصة فريدة للشباب العربي لتطوير قدراتهم ومواكبة التغيّرات العالمية في مجال التعليم وتنمية المهارات. وفي ظلّ ما نشهده من تحولات عميقة في سوق العمل نتيجة التقدم التكنولوجي وتأثير الذكاء الاصطناعي، تمثِّل هذه المبادرة بارقة أمل لتطوير مهارات الأفراد وتمكينهم في مواجهة التحديات الناجمة عن هذه التغيرات. ونؤمن في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أنَّ الشباب هم المحرِّك الدافع لمسيرة التنمية في المنطقة. ولذلك، فإننا ندعوهم إلى المشاركة والاستفادة من هذه المبادرة التي تهدف إلى تقديم مجموعة متنوعة من المسارات والمهارات لتعزيز الوصول والشمولية دون أي كُلفة. وأُعرب عن تقديري لمؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة وجهودها في دعم التعليم ونشر المعرفة وتنمية المهارات في المنطقة. ونؤكِّد التزامنا الراسخ بدعم هذه المبادرة والمضي قُدماً لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وصقل مهارات الأفراد لتلبية احتياجات سوق العمل المتغيرة”.
وتكتسب هذه المبادرة، التي تُركِّز مناهجها على المستقبل وتتوافق مع أهداف التنمية المستدامة، أهميةً كبرى في ظلّ التغيّرات السريعة المدفوعة بالتقدم التكنولوجي مثل الذكاء الاصطناعي. وتشير التوقّعات إلى أن 44 في المائة من المهارات الأساسية للعمال ستتطور خلال الأعوام الخمسة المقبلة. وبحلول عام 2027، سيحتاج 60 في المائة من العاملين حول العالم إلى تدريب رسمي لتلبية المتطلبات الوظيفية. وقد تتطلب الأتمتة تغييرات في المهارات أو التحولات المهنية لنحو 14 في المائة (375 مليوناً) من القوى العاملة العالمية بحلول عام 2030. وتشمل قائمة المهارات الأسرع نمواً بين عامي 2023 و2027 التفكير الإبداعي والتحليلي، إلى جانب الكفاءات التقنية مثل الذكاء الاصطناعي ومحو الأمية في البيانات الضخمة.
وتقدم مبادرة “مهارات المستقبل للجميع” مجموعة متنوعة من المسارات تشمل المهارات الشخصية والمهارات الرقمية والاستعداد الوظيفي وريادة الأعمال والتخصصات الخاصة بأدوار وظيفية محددة. وتمتاز المبادرة بتعزيز الوصول إلى المعرفة والشمولية، بغض النظر عن الجنس أو القدرات الشخصية أو القيود الاقتصادية. ويوفر البرنامج المعرفة والمهارات للمتعلمين المؤهلين دون أي كُلفة، ما يضع المعرفة في متناول الجميع.
وتكتسب هذه المبادرة زخماً كبيراً نظراً لما تُواجهه المنطقة العربية من فجوة بين النتائج التعليمية وتوقعات سوق العمل، حيث يفتقر نحو نصف العاملين إلى المهارات التي تتطلبها وظائفهم. وتتطلَّب مواجهة هذا التحدي استثمارات ضخمة في التدريب، نظراً لانخفاض نسبة الشباب الذين يتلقون فرص تدريب.
ويمكن للأفراد التقدم للمشاركة في المبادرة من خلال زيارة الموقع الإلكتروني، بينما يمكن للمؤسسات والشركات ترشيح من يرونه مناسباً للانضمام إلى البرنامج من خلال الموقع نفسه.