أكد عمرو موسى، وزير الخارجية الأسبق والأمين العام لمجلس الشؤون الخارجية، بأن التغيرات المناخية تشكل تهديدًا مباشرًا لحياة البشر، خلال كلمته في ندوة المجلس المصري للشئون الخارجية تحت عنوان “تسخير مبادرة الهيدروجين في مصر: سد الفجوة بين الفرص والتحديات “، على أهمية فهم مفهوم الاستدامة، مشيرًا أن مصر بدأت تهتم بالتقدم العلمي خلال المرحلة الحالية، لاسيما أن الدولة افتتحت جامعة النيل كمركز علمي متقدم يضم أقسام حديثة ومنها الطاقة الخضراء.
كما أن لديها جامعات ومراكز بحثية جيدة تنافس نظيراتها على مستوي العالم، وأن تحديد الأهداف العملية هو دراسة نتائج قضية الهيدروجين الأخضر كونه موضوع علمي جديد على مصر. ولفت الى ان مشروعات الهيدروجين الأخضر تخظي حاليا باهتمام من الأمم المتحدة، وهو مايضمن نجاح الطاقة الخضراء وتنفيذ إستراتيجية تدعم تلك الطاقة الجديدة، بهدف ضمان أن تحقق فوائد اقتصادية جيدة.
جاء ذلك خلال فاعليات الندوة التي نظمها المجلس المصري للشؤون الخارجية (ECFA)، تحت عنوان ” استغلال مبادرة الهيدروجين في مصر: جسر بين الفرص والتحديات “، والتى اقيمت بالنادي الدبلوماسي بالقاهرة، بحضور كل من بهي الدين الابراشي، الشريك و المدير التنفيذي لمكتب الابراشي و درماركار للاستشارات القانونية وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، والسفير محمد العرابي رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية، والسفير وائل أبو المجد مساعد وزير الخارجية نيابة عن الوزير، والدكتور أحمد سعد الرئيس التنفيذي للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس.كما عرض السفير الاسترالي بالقاهرة أكسل وابنهورست التجربة الاسترالية في استخدام الهيدروجين.
أضاف موسى يجب التنوع في بناء استراتيجية الهدروجين لأن التركيز فقط على الهيدروجين الأخضر خطر، لأن الطلب عليه يمكن أن ينخفض إذا لم يستمر حزب الخضر في الحكم في ألمانيا.
من جهته أكد الدكتور بهي الدين الابراشي، الشريك و المدير التنفيذي لمكتب الابراشي و درماركار للاستشارات القانونية، وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية،.أن كل الوان الهيدروجين بما في ذلك الهيدروجين الرمادي يقلل الآثار السلبية على البيئة بـ 80 أو 90%.
ولقد حققت مصر نجاحات كبيرة في اجتذاب الاستثمار في مشروعات الهيدروجين الأخضر والوقت مناسب لزيادة انتاج الهيدروجين غير الأخضر أيضاً ودراسة إمكان انتاج الكهرباء من الهيدروجين لزيادة الترابط الاقتصادي مع دول الجوار مثل ليبيا وتونس.
أضاف الدولة قامت بتوقيع نحو 27 إتفاقية في هذا المجال ،تم تفعيل 3 منهم 2 مع دولة ألمانيا والثالثة مع دولة السعودية، مشيرا أن مصر تستخدم 74 % من الغاز الطبيعى لتشغيل الكهرباء وعند استبدال الطاقة الجديدة والمتجددة بديلًا عن الغاز في توليد الكهرباء سيتم استخدام 7.4 % فقط من الغاز، ولكن ينقصنا التكنولوجيا التي تمكننا من استخدامها مشيرا أن مركز البحث والتطوير المتميز في الهيدروجين الأخضر قام بتوقيع اتفاقية بالشراكة مع جامعة النيل ومنظمة الهيدروجين الأخضر لتوسيع نطاق البحث والتطوير والمساهمة في زيادة وعي العامة.
أشار الى ان الهيدروجين (H2) هو مصدر مكثف للطاقة يمكن أن يسهم بشكل كبير في النمو الاقتصادي وبيئة خضراء اذ تعمل الدول على تقديم محفزات تشجيعية لتنشيط انتاج “الهيدروجن “من الناحية التشريعية والتنظيمية مؤكدا أن سوق الهيدروجين في مصر يعد سوقًا متناميًا يقدم فرصًا هائلة وتحديات متعددة وتهدف ندوتنا إلى إنشاء منصة تجمع صانعي السياسات والدول التي تضم مستثمرين مشاركين في مشاريع الهيدروجين الحالية والمحتملة، وخبراء التكنولوجيا في مجال الهيدروجين، والجهات الفاعلة الدولية ، لتبادل أفضل الممارسات، وزيادة الوعي العام، وتعزيز التعاون الدولي، وتشجيع الابتكار التكنولوجي لتمكين المعنيين من الاستثمار والمشاركة في سوق الهيدروجين المصري عبر قتح قناة للحوارات الاستراتيجية، وتبادل المعرفة، واستكشاف الفرص التعاونية التي يمكن أن تعزز تطوير قطاع الهيدروجين في مصر.
قال الشريك والمدير التنفيذي لمكتب الابراشى ودرماركار للمحاماة والاستشارات القانونية، وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إن قطاع الهيدروجين الأخضر والطاقة المتجددة أصبح توجها عالميا ويحظي بضح استثمارات ضخمة جدا لدعم هذه الصناعة موضحا أن طاقة الهيدروجين الأخضر أصبحت تستخدم في تطوير مجالات عدة منها الزراعة باستخدام حلول مستدامة التي تسهم في تحويلها إلى ذكية منوها أن التشريعات واللوائح التي تخدم تطوير استراتيجيات الهيدروجين الأخضر والنظام البيئي مازالت في مراحل التطوير وفقا لمعطيات السوق حيث يتم إصدار تشريعات جديدة مع كل مرحلة تطوير جديدة يشهدها هذا القطاع بتحقيق أهدافه المرجوة لاسيما وأن الدولة المصرية لا تدخر جهدا لتفعيل المبادرات وتحفيز انتاج “H2” خاصة وأنه أصبح توجها عالميا ولم يعد مجرد اختيار.
أكد د. وائل عقل رئيس جامعه النيل: جامعة النيل أنشأت مركزاً للهيدروجين لدراسة التكنولوجيا حتى يمكن لمصر المساهمة فيها وأيضاً للدراسات الاقتصادية لإمكان تنفيذ المزيد من المشاريع والمساهمة في دراسة السياسات المستقبلية في مشاريع الهيدروجين.
منوها أن طرق إنتاج الهيدروجين الأخضر سواء من التحليل الكهربائي للماء أو من الغاز أو غيره تعتبر من التحديات التي تواجه بعض الدول اذ ان عملية انتاجه مازالت تعاني من ارتفاع التكلفة وطريقتي التخزين والتصدير حيث أن زيادة تكلفة طرق إنتاج الهيدروجين الأخضر لا يقدر على تحملها العديد من الأسواق وتحتاج لطرق تخزين معينة ناهيك عن إن توليد الهيدروجين يحتاج لطاقة من عدة مصادر سواء من الرياح أو الطاقة الشمسية أو من الطاقات الجديدة والمتجددة.
من ناحية اخرى قال جوناس موبيرج المدير التنفيذي لمنظمة الهيدروجين الأخضر، إنه لدينا مصدر طاقة متجدد ولا يساعد على الانبعاثات الضارة، مشيرا أن الهيدروجين هو الحل الأمثل موضحا أن مصر بذلت جهود كبيرة في مبادرة الهيدروجين الأخضر والطاقة النظيفة، ويمكنها ان تكون مركزا كبيرا للهيدروجين، مشيرا أن هناك مناطق عديدة من العالم تحتاج جهودا كبيرة لتخفيض الانبعاثات، وأن بعض الدول لم تبدأ بالأساس في تخفيض الانبعاثات الضارة.