قمة «إفريقيا التي لا تقهر» تخرج بتوصيات هامة لدفع عجلة التنمية بالقارة
اختتمت مبادرة الأعمال العالمية لأفريقيا فعالياتها البارزة في نيويورك، مُنهية بنجاح قمة استمرت يومين، وعُقدت بالتزامن مع انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة.
اجتذبت هذه الفعاليات التي نُظمت تحت شعار “أفريقيا التي لا تُقهر: تشكيل الطموحات العالمية لجدول أعمال 2063″، أكثر من 2000 من القادة والرؤساء التنفيذيين والمستثمرين وواضعي السياسات والمبتكرين، مجتمعين على التركيز على وضع إفريقيا في مكانة القائد العالمي.
ركّزت القمة على المشاركة الشاملة والحلول القائمة على تطوير الحلول، متممة أعمالها بعقد اجتماعٍ نهائي التزم فيه أصحاب المصلحة ببحث التحديات الملحة. وشملت الموضوعات الرئيسة إطلاق العنان للنمو التجاري الشامل، ودور أفريقيا في مجالات الطاقة النظيفة، والتقدم الرقمي، والتأثير العالمي للإبداع الأفريقي والرياضة الإفريقية.
تعليقات ختامية إيجابية
أشادت الأمينة العامة المساعدة للأمم المتحدة، ساندا أوجيامبو، بتفوق تحالف قادة الأعمال الأفريقي في القيادة، مشيرةً إلى انخفاض بنسبة 25% تقريبًا في آثار الكربون بين الشركات المشاركة منذ إطلاق بيان المناخ في مؤتمر الأطراف في دورته السابعة والعشرين، وأكدت نائبة الأمين العام، أمينة ج. محمد، أن القطاع الخاص الأفريقي يضطلع بدورٍ حاسمٍ في دفع التغيير المؤثر، مشددة على أن الاستثمارات والشراكات المناسبة ستمهد الطريق لأفريقيا نحو تحقيق نموٍّ تحولي.
تقديم إيتانا: مستقبل رقمي لإفريقيا
كانت إحدى أبرز المبادرات إطلاق إيتانا، المنطقة الحرة الرقمية الأولى في أفريقيا. تتيح هذه المبادرة للشركات العالمية في مجال التكنولوجيا والتمويل والخدمات مزاولة أنشطتها بسلاسة في نيجيريا والتوسع في جميع أنحاء أفريقيا كاملةً عبر الإنترنت. تقدم إيتانا وسائل تحفيزية جذابة، من بينها التخفيضات الضريبية، وتبسيط إجراءات الهجرة، والحلول المصرفية المصممة حسب الطلب، بالإضافة إلى برنامج تسريع سكني ومناطق العمل السكنية التي تعكس مستقبل التنمية الحضرية الإفريقية.
اجتماعات ونقاشات مثمرة
بدأ اليوم الثاني بعقد حلقة نقاشية حول سد الفجوة التمويلية المناخية في أفريقيا، والتي كشفت عن أن القارة تستقبل أقل من 5% من التمويل المناخي العالمي على الرغم من إمكاناتها في مجال الطاقة المتجددة. وتطرقت حلقة نقاشية أخرى إلى الأهمية المتزايدة للصناعات الثقافية والإبداعية الأفريقية، مع إبراز دورها في النمو الاقتصادي وإعادة تشكيل الأحداث.
تضمنت المناقشة حول الاقتصاد الرقمي رؤى من قادة مثل وزيرة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الرواندية، باولا إنغابير، والرئيس التنفيذي لشركة سفاريكوم، بيتر ندغوا، اللذين أكدا على ضرورة التمويل الاستراتيجي والسياسات الشاملة.
كما عرضت جلسة حول قطاع الأزياء في أفريقيا إمكانات النمو في هذا المجال، مع التركيز على مصممات الأزياء اللائي يتفانين في تأسيس وجود تنافسي في السوق العالمية.
جائزة برنامج تسريع الشركات الناشئة من إن بي إيه إفريقيا
قدمت كلير أكامانزي، الرئيس التنفيذي لشركة إن بي إيه أفريقيا، جائزة برنامج تسريع الشركات الناشئة من إن بي إيه أفريقيا إلى شركة التكنولوجيا النيجيرية فيستيفال كوينز، المعروفة بمنصة تيكس أفريقيا، التي تسهل عملية التسجيل في الفعاليات وتوزيع تذاكرها في نيجيريا وغانا. وتهدف هذه المبادرة إلى دعم النظام البيئي التكنولوجي فيي أفريقيا عن طريق توفير التوجيه الإرشادي والتمويل للشركات الناشئة.
شراكات جديدة واتجاهات مستقبلية
شكَّلت هذه الفعالية أيضًا منصة لإعلان شراكات مهمة تهدف إلى تشكيل مستقبل أفريقيا:
- مساهمة مركز تقنية التعدين: أعلن رئيس زامبيا هاكيندي هيشيليما عن مساهمة بارزة في مركز تقنية التعدين، الذي يهدف إلى تعزيز الابتكار التكنولوجي في قطاع التعدين، وضمان النمو المستدام والشامل.
- مبادرة تمبكتو: أعرب فيليمون يانج، رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، عن دعمه القوي لمبادرة تمبكتو، وهي جهد عالمي يقوده برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في أفريقيا، ويركز على تمكين الشباب والرقمنة والتنمية المستدامة.
- التعاون في مجال البنية التحتية: أعلنت شركة الإنشاءات التركية سومّا وشركة مطارات تاف عن تعاون من أجل تعزيز تطوير البنية التحتية وفرص الاستثمار في أفريقيا، وقال سليم بورا، رئيس مجلس إدارة شركةسومّا: “إننا نؤمن بقدرة البنية التحتية على الاضطلاع بدورٍ تحويلي في تشكيل مستقبل أفريقيا. فمنذ أكثر من عقد، تعاوننا بفخر مع دولٍ في جميع أنحاء القارة، وخلقنا فرصًا للنمو الاقتصادي وخلق الوظائف وتحسين أنماط الحياة. “أفريقيا التي لا تُقهر” هي خير دليل على الصمود والطموح والنمو الذي نشهده في جميع أنحاء المنطقة.”
تشمل المبادرات الأساسية لعام 2025:
- أنظمة الغذاء: وقّعت مبادرة الأعمال العالمية لإفريقيا شراكة بقيمة 250,000 دولار أمريكي مع شركة بيبسيكو لتعبئة القطاع الخاص في أفريقيا لتحويل أنظمة الغذاء. ستتزامن الشراكة مع مراحل أساسية، تتضمن جسر مبادرة الأعمال العالمية لإفريقيا في منتدى الشبكة المحلية السنوي للميثاق العالمي للأمم المتحدة في جنوب أفريقيا في عام 2025 ومؤتمر قمة أنظمة الغذاء.
- التعليم: ستركز الشراكة المخطط لها مع الشراكة العالمية للتعليم على تغيير أنظمة التعليم في أفريقيا. وسيعوّل هذا التعاون على نتائج قمة تحويل التعليم لعام 2022، ويبدأ بفعالية جانبية تستضيفها الشراكة العالمية للتعليم خلال مؤتمر كونفين في عام 2025.
اختُتمت فعاليات مبادرة الأعمال العالمية لإفريقيا لعام 2024 بتفاؤل والتزام مشترك باستغلال إمكانات أفريقيا لتصبح رائدة على الساحة العالمية. وفي ظل وجود خططٍ ملموسة وشراكات راسخة الآن، فإن المبادرة مستعدة لمواصلة زخمها نحو مستقبل تقود فيه أفريقيا الساحة العالمية.