مقالات

«أوتوديسك» والاحتفال باليوم العالمي لمهارات الشباب

بقلـم: محمد صالح- المدير الإقليمي لشركة أوتوديسك

في الـ 15 من شهر يوليو من كل عام تحيي منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو”  اليوم العالمي لمهارات الشباب احتفاء بالأهمية الاستراتيجية لتزويد الشباب بالمهارات والثقة اللازمة لتوظيفهم وتمكينهم من الحصول على الوظائف والعمل اللائق، فضلا عن تمكينهم في مجال ريادة الأعمال. ويأتي شعار احتفالية 2022 وهو “التعلم والمهارات من أجل الحياة والعمل والتنمية المستدامة”، ليجسد أهمية الاستدامة التي هي من أولى ركائز وأهداف خطة الاستدامة للأمم المتحدة.

وبما أن شباب اليوم هم القوة الدافعة لتحقيق الرؤية الهادفة إلى بناء مستقبل أكثر استدامة، فإنه من الضروري أن نوفر لهم مختلف أشكال الدعم وإمكانية الوصول إلى جميع الأدوات لتمكينهم من المساهمة بدور فاعل في المجالات التي يختارونها حتى يتمكنوا من إحداث تأثير إيجابي.

في هذا الإطار، يمثل اليوم العالمي لمهارات الشباب الذي تنظمه الأمم المتحدة فرصة لتحفيز نقاش هادف واتخاذ قرارات عملية وملموسة بشأن أفضل الممارسات للوفاء بالوعود المقدمة للشباب. وبما تتمتع به دولة الإمارات العربية المتحدة من بنية تحتية تعليمية، إلى جانب المبادرات التي تم الإعلان عنها حديثا لتكريم ورعاية أوائل الطلبة والخرجين من مختلف المناهج الدراسية، إذاً فنحن مستعدون لجذب أفضل وألمع العقول إلى المنطقة.

ويمكننا أن نبدأ بالتركيز على التطوير التعليمي والتدريب المهني للشباب عبر تحسين إمكانية الوصول إلى منصات التدريب الرقمية ودورات تحسين المهارات التي تعتبر جزءا لا يتجزأ من التعلم والنمو الوظيفي.

بفضل الرؤية الثاقبة للقيادة الرشيدة التي ترتكز على  الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة المتمثِّل في التعليم الجيد يمكننا القول بأن دولة الإمارات العربية المتحدة قد تبوأت مركز الصدارة في المنطقة حيث تسعى من خلال الجهود والممكنات إلى تطوير مهارات الشباب من جميع الأعمار وتأهيلهم للمستقبل من خلال المنح والبرامج التعليمية التي تمكنهم من التطور والتفوق في مختلف المجالات.

وقد أطلقت حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة العديد من المبادرات وبرامج الشمولية والمساواة مثل مبادرة شراكات المستقبل التي تهدف إلى زيادة فرص المشاركة في مجال صناعات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. مع وجود 19 في المئة فقط من النساء المتعلمات اللواتي يعملن في وظائف ميدانية في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، يعد تعزيز المهارات التكنولوجية والمهنية بين النساء جزءًا لا يتجزأ من عملية التشجيع على المزيد من المشاركة لتطوير قوة عاملة أكثر تمثيلاً.

ونحن في أوتوديسك، نسعى من جانبنا لمواكبة أهداف حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال تكريس جهودنا لإعداد الجيل القادم من الصناعيين، المصممين والمهندسين لقيادة مستقبل العمل، وبالتالي الاستمرار في توفير الوصول المجاني إلى برنامج أوتوديسك لكل من الطلاب والمعلمين في المنطقة وجميع أنحاء العالم. مما يساعد الطلاب في “اكتساب المهارات المستقبلية” نظرا لكون التقنيات المتقدمة وسير العمل عاملان مساعدان على تسريع التغيير في الصناعات والمهن.

ولتعزيز التزامنا تجاه أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، نعمل مع عملائنا الذين يتعاملون مع هذه المسألة الهامة على أنها أولوية قصوى، حيث يلتزم 70 في المئة منهم بإعطاء الأولوية لتنفيذ وترسيخ الهدف الثامن من أهداف التنمية المستدامة من أجل توفير الحماية الاجتماعية الوظائف والعمل اللائق للجميع.

لقد تم إطلاق برنامج شهادة أوتوديسك في جامعة أوتودسك 2021، وهو برنامج لمساعدة المواهب الحالية والمستقبلية من القوى العاملة الطموحة على الاستعداد لعصر الأتمتة، ويشمل جميع القطاعات الصناعية التي نتعاون معها وهو في توسع مستمر ليشمل كافة الصناعات.

كما تعاونا مع هيئات التعليم الإقليمية وكذا المؤسسات الخاصة، مثل Kitspire، التي تستخدم تقنيات أوتوديسك لتعريف الأطفال الصغار بالعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) واستقطاب اهتمامهم بأحدث الاتجاهات والتطورات العلمية. إذ يكمن مستقبل جميع الصناعات في التحول الرقمي وأتمتة المهام. ومن أجل تحقيق الانتقال السلس للمؤسسات نحو تضمين الممارسات الرقمية والآلية في عملياتها اليومية، هناك حاجة ماسة لتدريب القوى العاملة المستقبلية (المهارات المستقبلية) على هذه التحديات الجديدة. ونحن من جانبنا نعد بمواصلة تطوير الشراكات التي من شأنها توفير تلك المهارات الأساسية التي تساعد على الاستثمار في شبابنا الصاعد والوصول الى مستقبل مشرق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى