شارك الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، نائب رئيس مجلس أمناء مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، في ندوة علمية حول العلاقات المغربية-الإماراتية بعنوان: (بين المغرب والإمارات.. تجارب ورؤى في مجال التنمية والبناء المؤسساتي)، في المملكة المغربية، والتي نظّمها المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية، بالتعاون مع الجامعة الأورومتوسطية بفاس، ومكتب معالي الدكتور جمال سند السويدي.
شهدت الندوة مشاركة نخبة من كبار المسؤولين والأكاديميين والمفكرين من البلدين الشقيقين، حيث تمت مناقشة تجليات العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المغربية من خلال خمسة محاور مختلفة، حيث قام المشاركون بتحليل هذه العلاقات، وإبراز ما يميزها، واستشراف السُبل التي من شأنها المساهمة في تعزيز الديناميكية والزخم الجديدين، اللذين أضافهما قائدا البلدين خلال الزيارة الرسمية التي قام بها الملك محمد السادس، عاهل المملكة المغربية، إلى أبوظبي في 4 ديسمبر 2023، وتوقيعه مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، على إعلان مشترك “نحو شراكة مبتكرة وراسخة”، بالإضافة إلى إشرافهما على مراسم تبادل مذكرات في مختلف المجالات التنموية، وذلك لما فيه مصلحة البلدين الشقيقين.
وناقش المشاركون سبل تعزيز العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المغربية، وأكدوا على متانة الشراكة الثنائية بينهما. وتركّزت المناقشات على إقامة شراكة اقتصادية استراتيجية بين البلدين الشقيقين، مع التأكيد على نجاح التجربة الاستثمارية الإماراتية في المغرب، كما ألقي الضوء في الندوة على دور القطاع الخاص في تعزيز هذه الشراكة وتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين.
وفيما يتعلق بالمسار السياسي والدستوري والتنموي في البلدين، أكد المشاركون على الطابع الاستراتيجي للعلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المغربية، والذي يتميز بأبعاد متعددة وروابط إنسانية وثيقة على الصعيدين الثقافي والأكاديمي والفني. كما أبرزوا الدور المهم للجاليتين الإماراتية والمغربية في تعزيز هذه الروابط الإنسانية الاستثنائية.
بدوره، أشاد الدكتور جمال سند السويدي في مستهل الكلمة التي ألقاها في الجلسة الأولى للندوة، تحت عنوان “زمن البدايات”، بالعلاقات الوطيدة بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المغربية في ظل القيادة الرشيدة للدولتين، والتي يعزّزها التشابه الكبير في صفات ومناقب الشخصية الفذّة للقائدين، لاسيما الإيمان القوي بأهمية ترسيخ قيم التسامح والتواصل الثقافي والحضاري في صناعة السلام العالمي، مشيراً إلى دورهما المحوري في توطيد أواصر العلاقات بين بلديهما أولاً، مستشهداً على ذلك باتفاقية الشراكة الاقتصادية التي وقعها البلدان في ديسمبر عام 2023.
وأشار السويدي إلى أن أسلوب تنشئة القائدين، عزّز لديهما مبدأ الاعتماد على الذات، الذي يُعد أحد أوجه التشابه بين الزعيمين، اللذين جمعت بينهما صداقة متينة، تعود إلى فترة تزاملهما في الدراسة بإحدى المدارس بالمغرب في عامي 1975 و1976، إذ لم يلقَ أي منهما أي معاملة تفضيلية، بتوجيهات مباشرة وصارمة من والديهما.
وتحدّث السويدي عن المسارات الحياتية وتجارب نشأة القائدين، حيث وُلد كلاهما في أسرة حاكمة رشيدة، وتلقيا تعليماً متميزاً واكتسبا المعرفة والخبرة من خلال الدراسة في الخارج، وتميّزا بتفانيهما في تطوير المهارات واكتساب المعارف السياسية والاقتصادية، واصفاً الإنجازات الإنسانية للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بأنها نموذج فريد ونبراس هادٍ يُحتذى به.
وأوضح السويدي أن التشابه والتماثل بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، والملك محمد السادس، عاهل مملكة المغرب الشقيقة، يظهر في جوانب عديدة منها السمات الشخصية المشتركة بين القيادتين، وحرصهما الشديد على أمن الدول العربية، وسعيهما المتواصل لإيقاف الصراعات بين الدول، إذ يتمتع الزعيمان بروح الانفتاح التي اكتسباها في فترة التنشئة التي مكّنتهما من التواصل الخلَّاق والبنَّاء مع العالم، ليصبح القائدان من أبرز الشخصيات الدولية المؤثرة في العالم.
وشارك من دولة الإمارات العربية المتحدة في الندوة كل من الدكتور أحمد بن محمد الجروان، رئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام بدولة الإمارات العربية المتحدة، والدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، والأستاذ الدكتور محمد بن هودين، رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الإمارات العربية المتحدة.